للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلبٍ غافلٍ "١، وإسناده ضعيف؛ لأنَّ فيه عبد الله بن لهيعة سيء الحفظ، وباقي رجاله ثقات، إلاَّ أن له شاهدا يتقوَّى به عند الإمام الترمذي في سننه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه٢.

ومعنى الحديث صحيحٌ؛ إذ لا بدَّ للمسلم مع الدعاء مِن حضور القلب وعدم الغفلة والإيقان بالإجابة، ولهذا فقد عدَّ الإمام العلاَّمةُ ابن القيم رحمه الله في كتابه الجواب الكافي غفلةَ القلبِ وعدمَ حضوره مانعاً من موانع إجابة الدعاء، واحتجَّ على ذلك بهذا الحديث ثمَّ قال: " وهذا دواءٌ نافعٌ مزيلٌ للداء، ولكن غفلة القلب تُبطل قوَّتَه وقال رحمه الله: " وإذا جُمع مع الدعاء حضورُ القلب وجَمعِيَّتُه بكليَّتِه على المطلوب، وصادف وقتاً من أوقات الإجابة الستة، وهو الثلث الأخير من الليل، وعند الأذان، وبين الأذان والإقامة، وأدبار الصلوات المكتوبة، وعند صعود الإمام يوم الجمعة على المنبر حتى تُقضى الصلاة من ذلك اليوم، وآخر ساعة بعد العصر، وصادف خشوعاً في القلب وانكساراً بين يدي الربِّ، وذُلاًّ له، وتضرُّعاً ورِقَّةً، واستقبل الداعي القبلةَ، وكان على طهارة، ورفع يديه إلى الله، وبدأ بحمد الله والثناء عليه، ثمَّ ثنَّى بالصلاة على محمد عبده ورسوله، ثمَّ قدَّم بين يدي حاجته التوبةَ والاستغفار، ثمَّ دخل على الله، وألحَّ عليه في المسألة، وتَملَّقه ودعاه رغبة ورهبة، وتوسَّل إليه بأسمائه وصفاته وتوحيده، وقدَّم بين يدي دعائه صدقةً، فإنَّ هذا الدعاءَ لا يكاد يُردُّ أبداً، ولا سيما إن


١ المسند (٢/١٧٧) .
٢ سنن الترمذي (رقم:٣٤٧٩) ، وانظر: الصحيحة (رقم:٥٩٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>