للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثاني عشر: أن يُقدِّم بين يدي دعائه صدقة.

الثالث عشر: أن يتخيَّر الأدعية الجامعة التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنَّها مظنَّةُ الإجابة، أو أنَّها متضمِّنَةٌ لاسم الله الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب، وإذا سُئل به أعطى.

فإذا جمع المسلمُ في دعائه هذه الأمورَ العظيمةَ، فإنَّ دعاءَه لا يكاد يُردُّ أبداً، إلاَّ أنَّ ها هنا أمراً نبَّه عليه أهل العلم لا بدَّ من العناية به وتحقيقه، وهو أنَّ الداعيَ ينبغي له مع قيامه بالدعاء مستوفياً لشروطه وآدابه أن يستتبع ذلك القيامَ بلوازم ذلك ومُتَمِّماته، وذلك بالسعي والجدِّ والاجتهاد في نيل المطلوب " فسؤال الله الهدايةَ يستدعي فِعلَ جميعِ الأسبابِ التي تُدركُ بها الهدايةُ؛ العلميةُ والعمليةُ، وسؤالُ الله الرحمةَ والمغفرةَ يقتضي مع ذلك فعل الممكن من الأسباب التي تُنال بها الرحمة والمغفرة، وهي معروفة في الكتاب والسنة، وإذا قال الداعي: اللَّهمَّ أَصلِح لي ديني الذي هو عِصمةُ أمري، وأَصلِح لي دنياي التي فيها معاشي، إلى آخره يقتضي في هذا الطلب والالتجاء إلى الله أن يَسعى العبدُ في إصلاح دينه بمعرفة الحقِّ واتِّباعه، ومعرفة الباطل واجتنابه، ودفع فتن الشبهات والشهوات، ويقتضي أن يسعى ويقومَ بالأسباب التي تَصلُحُ بها دنياه، وهي متنوعةٌ بحسب أحوال الخلق، وإذا قال الداعي: {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ المُسْلِمِينَ} ١،


١ سورة الأحقاف، الآية: (١٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>