يشير بإصبعه التي تلي الإبهام، وهذا الدعاء فرفع يديه حذو منكبيه، وهذا الابتهال، فرفع يديه مدًّا "، رواه أبو داود في سننه والطبراني في الدعاء وغيرهما١.
قال الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد حفظه الله معلِّقاً على هذا الحديث: " وقد جاءت الأحاديثُ من فعل النبيِّ صلى الله عليه وسلم مبيِّنة مقام كلِّ حالة من هذه الصفات الثلاث، لا أنَّها من اختلاف التنوع، وبيانها كالآتي:
المقام الأول: مقام الدعاء العام ويُسمى المسألة، ويُقال: الدعاء، وهو رفع اليدين إلى المنكبين أو نحوهما ضامًّا لهما باسطاً لبطونهما نحو السماء، وظهورهما إلى الأرض، وإن شاء قنَّع بهما وجهه وظهورهما نحو القبلة، وهذه هي الصفةُ العامة لرفع اليدين حال الدعاء مطلقاً وفي قنوت الوتر والاستسقاء أو في مواطن رفعهما الستة في الحج [أي في عرفة، والمشعر الحرام، وبعد رمي الجمرتين الصغرى والوسطى، وعلى الصفا والمروة] ، وغير ذلك.
المقام الثاني: الاستغفار، ويُقال: الإخلاص، وهو رفع أصبع واحدة وهي السبابة من اليد اليمنى، وهذه الصفة خاصة بمقام الذِّكر والدعاء حال الخطبة على المنبر وحال التشهد في الصلاة، وحال الذِّكر والتمجيد والهيللة خارج الصلاة ...
١ سنن أبي داود (رقم:١٤٨٩) ، (١٤٩٠) ، والدعاء للطبراني (٢٠٨) ، وصححه العلاَّمة الألباني رحمه الله في صحيح سنن أبي داود (رقم:١٣٢١، ١٣٢٢، ١٣٢٤) موقوفاً ومرفوعاً.