للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًّا وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا} ١، وقال تعالى: {وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الحَقِّ} ٢.

وبهذا السماع أَمَر الله تعالى عباده كما قال تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ القُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} ٣، وعلى أهله أثنى كما في قوله تعالى: {فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ القَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ} ٤، وقال في الآية الأخرى: {أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا القَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الأَوَّلِينَ} ٥، فالقولُ الذي أُمروا بتدبُّره هو القولُ الذي أُمروا باستماعه، وقد قال تعالى: {أَفَلاَ يَتَدبَّرُونَ القُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} ٦، وقال تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ} ٧.

وكما أثنى الله على هذا السماع ذمَّ المُعرضين عنه فقال: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا} ٨،


١ سورة الإسراء، الآيات: (١٠٧ ـ ١٠٩) .
٢ سورة المائدة، الآية: (٨٣) .
٣ سورة الأعراف، الآية: (٢٠٤) .
٤ سورة الزمر، الآيات: (١٧، ١٨) .
٥ سورة المؤمنون، الآية: (٦٨) .
٦ سورة محمد، الآية: (٢٤) .
٧ سورة ص، الآية: (٢٩) .
٨ سورة لقمان، الآية: (٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>