للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك، وكانوا يدعون للمؤمنين والمؤمنات كما أمر الله بذلك لأحيائهم وأمواتهم في صلاة الجنازة وعند زيارة القبور وغير ذلك، وروي عن طائفة من السلف: عند كلِّ ختمة دعوةٌ مستجابة، فإذا دعا الرجلُ عُقيب الختم لنفسه ولوالديه ولمشائخه وغيرِهم من المؤمنين والمؤمنات كان هذا من جنس المشروع، وكذلك دعاؤه لهم في قيام الليل وغير ذلك من مواطن الإجابة "١.

ثمَّ إنَّ دعوةَ المسلمِ لأخيه أو إخوانه المسلمين بظهر الغيب مستجابةٌ، بل إنَّ الله جلَّ وعلا وكَّل ملَكاً عند رأس الداعي كلَّما دعا لأخيه بخير قال الملَك: " آمين ولك بمثلِه ".

روى مسلم في صحيحه عن أبي الدرداء رضي الله عنه: أنَّه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ما مِن عبدٍ مسلمٍ يدعو لأخيه بظهر الغيب إلاَّ قال الملَكُ: ولك بمثل "٢، وفي رواية أخرى في صحيح مسلم عن أبي الدرداء: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " دعوةُ المرءِ المسلمِ لأخيه بظهرِ الغيب مستجابةٌ، عند رأسِه مَلَكٌ موكَّلٌ كلَّما دعا لأخيه بخير قال الملَكُ المُوَكَّلُ به: آمين ولك بمثلِه "٣.

قال النووي رحمه الله في شرحه لهذا الحديث: " وفي هذا فضلُ الدعاء لأخيه المسلم بظهر الغيب، ولو دعا لجماعةٍ من المسلمين


١ مجموع الفتاوى (٢٤/٣٢٢) .
٢ صحيح مسلم (رقم:٢٧٣٢) .
٣ صحيح مسلم (رقم:٢٧٣٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>