للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عدم الولد، فقال: اسْتَغْفِرِ الله، ثمَّ تلا عليهم قول الله تعالى عن نوح عليه السلام: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنَينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَكُمْ أَنْهَارًا} "١، " أي إذا تُبتُم إلى الله واستغفرتموه وأطعتموه، كثر الرزق عليكم، وأسقاكم من بركات السماء، وأنبت لكم من بركات الأرض، وأنبت لكم الزرع، وأدر لكم الضرع، وأمدَّكم بأموال وبنين، أي: أعطاكم الأموال والأولاد، وجعل لكم جنَّات فيها أنواع الثمار، وخللها بالأنهار الجارية بينها "٢، وفي هذا دلالةٌ على عِظم فوائد الاستغفار وكثرة خيراته وتعدُّد ثمراته.

وهذه الثمرات المذكورة هنا هي مِمَّا يناله العبدُ في دنياه من الخيرات العميمة والعطايا الكريمة والثمرات المتنوِّعة، وأمَّا ما يناله المستغفرون يوم القيامة من الثواب الجزيلِ والأجرِ العظيمِ والرحمةِ والمغفرةِ والعِتقِ من النار والسلامة من العذاب، فأمرٌ لا يُحصيه إلاَّ الله تعالى.

روى ابن ماجه في سننه عن عبد الله بن بُسر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " طوبى لِمَن وجد في صحيفته استغفاراً كثيراً "، وسنده صحيح٣.

وروى الطبراني في الأوسط والضياء المقدسي في الأحايث المختارة


١ ذكره الحافظ في الفتح (١١/٩٨) .
٢ تفسير القرآن العظيم لابن كثير (٨/٢٦٠) .
٣ سنن ابن ماجه (رقم:٣٨١٨) ، وصححه العلامة الألباني رحمه الله في صحيح الجامع (رقم:٣٩٣٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>