للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمور يحزن لرؤيتها ويضجر، ومن فوائد هذه الأحاديث ما يلي:

أوَّلاً: تعظيمُ شأن الرؤيا الصالحة يراها المسلم، وأنَّها من الله عزَّ وجلَّ، ساقها إلى عبده المؤمن في حياته بشارةً له بالخير، وتأنيساً لقلبه وطَمْأنةً لفؤاده، كما قال الله تعالى: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ} ١، قال غيرُ واحد من السلف: "هي الرؤيا الصالحة يراها الرّجلُ الصالح أو تُرى له".

ثانياً: بيان أنَّ ما يراه المؤمن في منامه مِمَّا يكرهه إنَّما هو من الشيطان ليَحزُن الذين آمنوا، وليس بضارِّهم شيئاً إلاَّ بإذن الله، وما يراه الإنسانُ في منامه ينقسمُ إلى ثلاثة أقسام: الرؤيا الصالحة التي هي بُشرى من الله لِمَن رآها أو رؤيت له، والرؤيا التي هي من الشيطان وهي أهاويل يأتي بها الشيطان للإنسان في منامه وأمثالٌ مكروهة يضربُها بقصد التشويش على الإنسان وإدخال الحزن عليه والضَّجَر في قلبه، والقسم الثالث: هي الأحلام التي تجري على الإنسان في منامه مِمَّا يُحدِّث به الرَّجلُ نفسَه في اليقظة تجري عليه في المنام جريانها في اليقظة.

ثالثاً: بيان ما ينبغي أن يفعلَه المسلمُ عندما يرى في منامه ما يُحبُّ ويتلخّصُ ذلك في عدَّة أمور.

الأوّل: أنَّ المسلمَ ينبغي له أن يفرحَ ويستبشرَ بالرؤيا الصالحة يراها أو تُرى له، وأن لا يغترّ، فالرؤيا كما قال بعض السلف: "تسرّ المؤمن ولا تغرُّه".

الثاني: أن يحمدَ اللهَ عزَّ وجلَّ على هذا الخير الذي ساقه إليه والفضلِ الذي منحه إيَّاه حيث أكرمَه بهذه الرؤيا المبشِّرة.


١ سورة: يونس، الآية (٦٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>