للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيطان بحفظ الله عزَّ وجلَّ، بل إنَّ الشيطانَ ييأسُ منه ويدرك أنَّه لا سبيل له عليه.

ولهذا ورد في الحديث المتقدِّم أنَّ الشيطان عندما يسمع الإنسانَ يذكر اللهَ عند دخولِه منزله وعند طعامه يقول: لا مبيت لكم ولا عَشاء، أي: يقول ذلك لجنودِه وأعوانه، فييأس هو وأعوانُه من مشاركة هذا الذَّاكر لله في منزله وطعامه، وأمَّا الغافِلُ فإنَّه لا ينفكُّ عن هذه المشاركة ولا يسلم منها، كما قال الله تعالى: {وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً} ١، وهذا في حقِّ الغافلين، أمَّا الذَّاكرُون لله فأمرُهم كما قال الله: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً} ٢.

قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي - رحمه الله - عند تفسيره لهذه الآية: "ذكر كثيرٌ من المفسّرين أنَّه يدخل في مشاركة الشيطان في الأموال والأولاد تركُ التسمية عند الطعام والشراب والجِماع، وأنَّه إذا لَم يُسمِّ اللهَ في ذلك شارك فيه الشيطان كما ورد في الحديث". أي حديثنا المتقدِّم.

ويُستحبُّ للمسلم عند دخول المنزل أن يسلِّم سواءٌ كان المنزلُ منزلَه أو منْزلَ غيره، وسواء كان فيه أحدٌ أم لا؛ لقول الله تعالى: {فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً} ٣، قال ابنُ سعدي ـ رحمه الله ـ في تفسير هذه الآية: " {فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً} نكرةٌ


١ سورة: الإسراء، الآية (٦٤) .
٢ سورة: الإسراء، الآية (٦٥) .
٣ سورة: النور، الآية (٦١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>