للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

داود عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: " كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا عطس وَضَعَ يدَه أو ثوبَه على فيه، وخَفَضَ أو غَضَّ بِهَا صَوتَه"١.

ثمَّ إنَّ العاطسَ والمشمِّتَ عليهم أن يلتزمَا في ذلك بما جاء في السنَّة، والسُّنَّة أن يقول العاطس "الحمد لله"، وله أن يقول: "الحمد لله على كلِّ حال"؛ لثبوت هذه الزيادة في سنن أبي داود، وأن يقول المشمِّت: "يرحمك الله"، وأن يقول له العاطسُ بعد تشميته: "يهديكم الله ويصلحُ بالَكم"، وقد تقدَّم حديثُ أبي هريرة رضي الله عنه في هذا.

وللعاطس أن يقول بدل هذا: "يرحمنا الله وإيَّاك ويغفر لنا ولكم"؛ لِمَا رواه مالك في موطئه عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما: "كانَ إذا عطس فقيل: يَرحَمُك الله، قال: يَرْحَمُنا الله وإيَّاكم، ويغفرُ لنا ولكم"٢.

وقد أنكر السَّلفُ رحمهم الله مَن يزيد على هذا المأثور، فقد روى الترمذي في سننه أنَّ رجلاً عطس عند ابن عمر رضي الله عنهما، فقال: الحمد لله والسلام على رسول الله، فقال ابن عمر: وأنا أقول: "الحمد لله، والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس هكذا علَّمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن علَّمنا أن نقول: الحمد لله على كلِّ حال"٣.

وفي هذا حرصُ السلف رحمهم الله على لزوم السُّنَّة واقتفاء هدي وآثار خير الأمَّة، ألحقنا الله بهم ووفَّقنا لاتِّباعهم.


١ سنن أبي داود (رقم:٥٠٢٩) ، وصحَّحه الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الجامع (رقم:٤٧٥٥) .
٢ الموطأ (رقم:٢٧٧٠) .
٣ سنن الترمذي (رقم:٢٧٣٨) ، وحسَّنه الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الترمذي (رقم:٢٢٠٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>