قصدت أن أشغل الناس بالقرآن عن غيره، وقال بعض جهلاء الوضّاعين في هذا النوع: نحن نكذب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نكذب عليه، ولم يعلم هذا الجاهل أنَّه من قال عليه ما لم يقل فقد كذب عليه واستحقّ الوعيد الشديد"١. اهـ كلام ابن القيّم رحمه الله.
وممّا ينبغي أن يعلم هنا أن فضل القراءة لهذه السور وغيرها يختلف باختلاف حال التّالي لتلك السور، فالقراءة بتدبّر أفضل من القراءة بلا تدبّر، فقد يكون حال بعض الناس في قراءة بعض السور وما يصاحبهم حال القراءة من خشوع وتدبّر وتفهّم لكلام الله وعزم صادق على العمل به، خيرًا وأفضل من حال غيرهم ممن ليسوا كذلك، وإن كانت السور التي يقرؤها هؤلاء أفضل، بل إنَّ الإنسان الواحد يختلف حاله فقد يفعل العمل المفضول على وجه كامل فيكون به أفضل من سائر أعماله الفاضلة.
قال شيخ الإسلام: "وكان بعضُ الشيوخ يرقي بـ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} وكان لها بركةٌ عظيمة، فيرقي بها غيرُه فلا يحصل ذلك، فيقول ليس {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} من كلِّ أحد تنفع كلَّ أحد"٢.
وإنَّما اختلف أثر هاتين القراءتين مع أنَّ السورةَ المقروءة واحدةٌ، بسبب اختلاف ما قام بالقلب من صدق وإخلاص وتدبّر ويقين ورغبة وخشوع.
واللهَ نرجو أن يوفّقنا وإيّاكم لتحقيق ذلك وحسن القيام به، فهو تبارك وتعالى وحده الموفق لكل خير.