للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والسّجود (١): ميل القامة إلى الأرض، قال حميد (٢): [من المتقارب]

فضول أزمّتها أسجدت ... سجود النّصارى لأربابها

وفي الشّرع: عبارة عن وضع الجبهة على الأرض تواضعا لله تعالى، وخضوعا بين يديه، منهيّ عنه لغير الله، وكان غير منهيّ عنه في القديم تحيّة للأنبياء (٣) أو بعضهم عليهم السّلام، كما في قصّة آدم، وقصّة يوسف: {وَخَرُّوا (٤)} لَهُ سُجَّداً [يوسف:١٠٠] (٥).

{فَسَجَدُوا إِلاّ إِبْلِيسَ:} قيل (٦): استثناء منقطع؛ لأنّ إبليس لم يكن من الملائكة لقوله تعالى: {كانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ} [الكهف:٥٠]، ولأنّه (٧) مخلوق من النار وله نسل وذرّيّة (٨).

ومتّصل على قول الآخرين (٩) لقوله: {وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اُسْجُدُوا لِآدَمَ} فلو لم يكن منهم لم يتوجّه عليه الخطاب، ولو لم يتوجّه عليه الخطاب (١٠) لما لزمه الذمّ والتكبّر، ولما كان (١١) أبيّا أمر ربّه، وإنّما قال: (كان من الجنّ)؛ لأنّه كان من (١٢) خزان الجنان، فاشتقّ لهم اسم من الجنّة (١٣)، وأمّا الذرّيّة فقد حصلت له بعد المسخ، ويجوز تناسل الممسوخ عند أكثر النّاس (١٤).

وهو (إفعيل) من: أبلس (١٥)، أي: يئس من رحمة الله (١٦)، وقيل (١٧): إنّه اسم أعجميّ لذلك لا ينصرف.


(١) في قوله في الآية نفسها: اُسْجُدُوا لِآدَمَ.
(٢) ابن ثور الهلالي، ديوانه ٩٦، ولسان العرب ٣/ ٢٠٥ (سجد)، وفيهما: لأحبارها، بدل (لأربابها).
(٣) في ك: الأنبياء. وينظر: البحر المحيط ١/ ٣٠٢ - ٣٠٣.
(٤) النسخ الأربع: فخروا، وهو خطأ، والتصويب من المصحف.
(٥) ينظر: أحكام القرآن للجصاص ١/ ٣٧، وتفسير القرطبي ١/ ٢٩٣ و ٩/ ٢٦٥، والنسفي ٢/ ٢٠٥.
(٦) ينظر: مشكل إعراب القرآن ١/ ٨٧، والتبيان في تفسير القرآن ١/ ١٥١ - ١٥٢، والبحر المحيط ١/ ٣٠٣.
(٧) في ب: لأنه، والواو ساقطة.
(٨) ينظر: تفسير الطبري ١/ ٣٢٣ - ٣٢٤.
(٩) ينظر: المحرر الوجيز ١/ ١٢٤، ومجمع البيان ١/ ١٦١، والبحر المحيط ١/ ٣٠٣.
(١٠) (ولو لم يتوجه عليه الخطاب) ساقطة من ب، وبعدها في ك: لزم، بدل (لزمه) والهاء ساقطة.
(١١) (ولما كان) ساقطة من ب.
(١٢) ساقطة من ب.
(١٣) ينظر: تفسير الطبري ١/ ٣٢١ - ٣٢٣، والتبيان في تفسير القرآن ١/ ١٥٠ - ١٥١.
(١٤) ينظر: تفسير القرطبي ١/ ٤٤٠، والبحر المحيط ١/ ٤١٠. وقد ناقض قوله هذا فيما بعد فذكر أنّ الأمة الممسوخة لا تتناسل عند أكثرهم، ينظر: ص.
(١٥) في ك وب: إبليس. وينظر: تفسير غريب القرآن ٢٣، وتفسير الطبري ١/ ٣٢٥، والزينة في الكلمات الإسلامية العربية ٢/ ١٩٢.
(١٦) ينظر: تفسير القرآن الكريم ١/ ٣٢٠.
(١٧) ينظر: مجاز القرآن ١/ ٣٨، وتفسير غريب القرآن ٢٣، ومعاني القرآن وإعرابه ١/ ١١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>