للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن الشّعبيّ: أنّ نبيّ الله عليه السّلام تزوّج قتيلة بنت قيس، ومات عنها، ثمّ تزوّجها عكرمة بن أبي جهل، فأراد أبو بكر أن يقتله، فقال له عمر: إنّ النّبيّ عليه السّلام لم يحجبها، ولم يقسم لها (١)، ولم يدخل بها، وارتدّت مع أخيها عن الإسلام، وبرئت من الله ورسوله، فلم يزل به حتى تركه. (٢)

وما روي عن طلحة في عائشة، لا نراه إلا فرية بعض روافض أهل الكوفة، أخذ الكلبيّ منهم، ثمّ تابعه عليه مقاتل (٣)، ثمّ أخذه الفرّاء (٤) من تفاسيرهما.

وكلّ تحريم ثبت بالنّسب يثبت (٥) بالرّضاع لقوله عليه السّلام: «يحرم من الرّضاع ما يحرم من النّسب» (٦)، لما روى عن عائشة قالت (٧): جاء عمّي من الرّضاع بعد ما ضرب علينا الحجاب، فقلت: والله لا آذن لك حتى يأتي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فأستأذنه، فجاء رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقلت: جاء عمّي من الرّضاعة، فأبيت أن آذن له حتى أستأذنك، قال: «فليلج عليك عمّك»، قالت: قلت: إنّما أرضعتني المرأة، ولم يرضعني الرّجل، فقال عليه السّلام: «إنّه (٨) عمّك فليلج عليك». (٩)

٥٦ - {إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ:} عليه السّلام، عن كعب بن عجرة قال:

لمّا نزلت هذه الآية قلنا: يا رسول الله، [كيف] (١٠) الصّلاة عليك، قال: «قولوا: اللهمّ صلّ على محمد وعلى آل محمد، كما صلّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم (١١)، إنّك حميد مجيد» (١٢).

وعن ابن عبّاس، عنه عليه السّلام قال: «من قال: جزى الله عنّا محمدا ما هو أهله أتعب سبعين كاتبا ألف صباح» (١٣). وقال عليه السّلام: «من ذكرت عنده فلم يصلّ عليّ فقد خطئ (١٤) طريق الجنّة» (١٥).


(١) أ: يفسح.
(٢) ينظر: المستدرك ٤/ ٤٠، وتاريخ دمشق ٣/ ٢٢٧، ومعتصر المختصر ١/ ٣١٣.
(٣) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ٥٣.
(٤) ينظر: معاني القرآن للفراء ٢/ ٣٤٩.
(٥) بياض في أ.
(٦) أخرجه البخاري في الصحيح (٢٦٤٥)، وابن ماجه في السنن (١٩٣٧)، والنسائي في الكبرى (٥٤٣٥).
(٧) ع وأ: قال.
(٨) الأصول المخطوطة: إن، والتصويب من كتب التخريج.
(٩) أخرجه البخاري في الصحيح (٤٧٩٦)، ومسلم في الصحيح (١٤٤٥)، والدارمي في السنن ٢/ ٢٠٧.
(١٠) ينظر سنن الترمذي.
(١١) (وعلى آل إبراهيم)، ساقط من أ.
(١٢) أخرجه البخاري في الصحيح (٣٣٧٠)، ومسلم في الصحيح (٤٠٥)، وأبو داود في السنن (٩٧٦).
(١٣) أخرجه الطبراني في الأوسط (٢٣٥)، وحلية الأولياء ٣/ ٢٠٦، وفيه هانئ بن المتوكل وهو ضعيف، ينظر: لسان الميزان ٦/ ١٨٦، ومجمع الزوائد ١٠/ ١٦٣.
(١٤) ع: أخطأ.
(١٥) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ٦/ ٣٢٦، وابن ماجه في السنن (٩٠٨)، والبيهقي في السنن الكبرى ٩/ ٢٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>