للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: {عَذابَ اللهِ شَدِيدٌ} (٢) [الحج:١ - ٢]، فيمكثون في ذلك ما شاء الله، الآية بطول، ثم يأمر الله إسرافيل بنفخة الصعقة، فيصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا ما شاء الله (٢٧٦ ظ) فإذا هم خمود، فيجيء ملك الموت إلى الجبار عز وجل، فيقول: قد مات أهل السماء وأهل الأرض، فيقول الله، وهو أعلم: فمن بقي؟ فيقول: بقيت أنت الحيّ الذي لا يموت، وبقي حملة عرشك، وبقي جبريل وميكائيل وإسرافيل وأنا، قال: وليمت جبريل وميكائيل وإسرافيل، فيتكلّم العرش، فيقول: أي ربّ، أيموت جبريل وميكائيل وإسرافيل (١)، فيقول له:

اسكت، فإنّي كتبت على من تحت عرشي الموت، فيموتون، ويأتي ملك الموت إلى الجبّار عزّ وجلّ، فيقول: أي ربّ، مات جبريل وميكائيل وإسرافيل، فيقول الله، وهو أعلم: فمن بقي؟ فيقول: أي ربّ، بقيت أنت الحيّ الذي لا يموت، وحملة عرشك، وبقيت أنا، فيقول: وليمت حملة عرشي، فيموتون، ثمّ يأتي ملك الموت إلى الجبّار، فيقول: أي ربّ، قد مات حملة عرشك، فيقول، وهو أعلم: فمن بقي؟ فيقول: قد بقيت أنت الحيّ الذي لا يموت، وبقيت أنا، فيقول:

أنت خلق من خلقي، خلقتك لما قد رأيت، فمت، ثمّ لا يحيى فيموت، فإذا لم يبق أحد إلا الله عزّ وجلّ، ليس بوالد ولا ولد، كان آخرا كما كان أوّلا، يقول: لي (٢) لا موت على أهل الجنّة، ولا موت على أهل النّار، فتطوى السّماء كطيّ السّجلّ للكتاب، ثمّ دحاهما، ثمّ يتلقّفهما، ثمّ يقول: أنا الجبّار، أنا الجبّار، أنا الجبّار، ثمّ يهتف بصوته: لمن الملك اليوم، لمن الملك اليوم، لمن الملك اليوم، ثمّ يقول: لله الواحد القهّار، ثمّ ينادي: ألا من كان لي (٣) شريكا فليأت، ألا من كان شريكا فليأت، فلا يأتي أحد، ثمّ تبدّل السّماء (٤) والأرض غير الأرض، ويبسطها، ويسطّحها، ويبطحها، ويمدّها مدّ الأديم العكاظيّ، لا ترى فيها عوجا ولا أمتا، ثمّ يزجر الله الخلق زجرة واحدة، فإذا هم في هذه المبدّلة في مثل مواضعهم من الأولى في بطنها وعلى ظهرها، ومن كان في بطنها كان في بطنها، ومن كان على ظهرها كان على ظهرها، ثمّ ينزل الله عليهم من تحت العرش ماء، يقال له: الحيوان، فتمطر السّماء عليكم أربعين سنة حتى يكون الماء فوقكم اثني عشر ذراعا، ثمّ يأمر الله الأجساد، فتنبت كنبات الطّراثيث، وكنبات البقل، حتى إذا تكاملت أجسادكم، فكانت كما كانت، يقول الله جلّ ثناؤه: ليحيى حملة عرشي، فيحيون، ثمّ يقول: ليحيى جبريل وميكائيل وإسرافيل، فيحيون، فيأمر الله إسرافيل، فيأخذ الصّور، ثمّ يدعو


(١) ليس في مصدر التخريج: إسرافيل.
(٢) ساقطة من ع.
(٣) ساقطة من ع.
(٤) ساقطة من ع.

<<  <  ج: ص:  >  >>