للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{اِثْنَيْنِ إِذْ هُما فِي الْغارِ إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ} [التّوبة:٤٠].

{هَمَّتْ:} كادت (١)، على سبيل الاستعارة، كقوله: {يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ} [الكهف:٧٧].

و (الفشل): «الجبن» (٢).

وروي عن بعضهم قال: ما يسرنا أنّا لم نهمّ؛ لأنّ الله أعقب قوله: {وَاللهُ وَلِيُّهُما،} وفيه أعظم رجاء (٣). وفي جزء عبد الله: (والله وليّهم) كما في قوله: {وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اِقْتَتَلُوا} [الحجرات:٩]، وقوله: {خَصْمانِ اِخْتَصَمُوا} [الحجّ:١٩] (٤).

١٢٣ - (بدر): اسم رجل غفاريّ من بطن يقال لهم: بنو النار، سمّيت بئره باسمه (٥).

وكانت غزوة بدر في شهر رمضان سنة ثنتين (٦)، وكان لواء رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يومئذ (٧) أبيض مع مصعب بن عمير، وراية سوداء مع عليّ (٨)، وكانت قريش أخرجت عبّاسا وعقيلا مكرهين مع أنفسهم، وكان عبّاس من مطعمي قريش (٩) يومئذ. فلمّا التقت الفئتان أهبّ الله (١٠) ريح النصر لأوليائه، وشاهت وجوه الكفّار، وكان كما قال الله: {فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلكِنَّ اللهَ قَتَلَهُمْ،} الآية [الأنفال:١٧]، قتل حمزة شيبة بن ربيعة والأسود بن عبد الأسود المخزوميّ، وقتل عليّ العاص بن سعيد والوليد بن عتبة (١١) وعامر بن عبد الله ونوفل بن خويلد وعبد الله بن حميد، وقتل عمر خالد بن العاص بن هشام، وقتل الزّبير عبيدة بن سعيد بن العاص، وقتل عبيدة بن الحارث عتبة بن ربيعة، وضرب عمرو بن الجموح رجل أبي جهل ووقف عليه ابن مسعود وارتقى ظهره واحتزّ (١٢) رأسه، وقتل عمّار عليّ بن أميّة بن خلف (١٣).

عن سعيد بن جبير أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قتل يومئذ ثلاثة صبرا: عقبة بن أبي معيط والنضر بن


(١) ينظر: التفسير الكبير ٨/ ٢٠٧، والبحر المحيط ٣/ ٤٧.
(٢) ينظر: تفسير غريب القرآن ١٠٩، وتفسير الطبري ٤/ ٩٨، ومعاني القرآن الكريم ١/ ٤٦٩.
(٣) ينظر: تفسير الطبري ٤/ ٩٦، والكشاف ١/ ٤١٠، والتفسير الكبير ٨/ ٢٠٨.
(٤) ينظر: معاني القرآن للفراء ١/ ٢٣٣، والكشاف ١/ ٤١٠، والتفسير الكبير ٨/ ٢٠٧.
(٥) ينظر: معجم البلدان ١/ ٣٥٧، والبحر المحيط ٣/ ٤٧.
(٦) في ك: ثلاثين، وهو خطأ.
(٧) ساقطة من ك.
(٨) في ك: قريش.
(٩) (أخرجت عباسا. . . قريش) ساقطة من ك.
(١٠) ليس في ب.
(١١) في الأصل وك وب: عقبة.
(١٢) في ب: وحز.
(١٣) ينظر خبر غزوة بدر في الطبقات الكبرى ٢/ ١١ - ٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>