للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنّه (١) صدق وعده بالتّمكين من أصحاب الألوية وأبي عزّة الجمحيّ وأمثاله وردّ (٢) الكفّار أجمعين يوم أحد من أوّل الالتقاء إلى أن عصت الرّماة بتركهم المركز بعد ما أراهم الله ما يحبّون من النصرة والظّفر، وتنازعوا واختلفوا فيما بينهم، وفشلوا بما سمعوا من الإرجاف (٧٦ ظ) أنّ محمّدا قد قتل، ثمّ صرفهم بعد ذلك عن الكفّار بما كسبوا، وأدالهم منهم ليمتحنهم بالقتل والشّدائد عقوبة لتركهم المركز، وإنّما عفا عنهم كما عفا عن بني إسرائيل بعد الموت وقتل الأنفس (٣).

{تَحُسُّونَهُمْ:} تهلكونهم بمشيئته وأمره، يقال: البرد محسّة للنّبت (٤).

وقوله: {مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيا،} الآية، قيل (٥): عارض. وقيل: بيان لحالهم عند تركهم المركز فإنّ بعضهم (٦) ترك للغنيمة وبعضهم للجهاد ومباشرة القتال والوقت (٧).

١٥٣ - والمراد بقوله: {إِذْ تُصْعِدُونَ} وقت صرفهم وابتلائهم.

و (الإصعاد): هو الذهاب في الصّعود وهو الارتقاء (٨)، وقيل (٩): الإصعاد: الإبعاد في الأرض، وقيل (١٠): أن تذهب على وجهك (١١) ولا تميل.

{وَلا تَلْوُونَ:} لا تثنون ولا تعرّجون (١٢).

{فِي أُخْراكُمْ:} أي: «من ورائكم: (١٣)، يقول: إليّ عباد الله، [إليّ] (١٤) يا أهل سورة البقرة وآل عمران.

{غَمًّا بِغَمٍّ:} أي: على (١٥) غمّ. فالأوّل الهزيمة، والثاني ما ذكره ابن جريج أنّ أبا سفيان لمّا توسّط الشّعب وقف فظنّ المسلمون أنّه سوف يميل عليهم فأنساهم ذلك الغمّ الأوّل (١٦).


(١) في ب: الله.
(٢) مكررة في ب.
(٣) في ب: النفس. وينظر: تفسير الطبري ٤/ ١٦٦ - ١٦٩.
(٤) ينظر: مجمل اللغة ٢/ ١٠ - ١١، ومفردات ألفاظ القرآن ٢٣١ - ٢٣٢ (حسّ)، وتفسير القرطبي ٤/ ٢٣٥.
(٥) ينظر: المجيد ٢١٦ (تحقيق: د. عطية أحمد).
(٦) في ب: بعض.
(٧) ينظر: تفسير الطبري ٤/ ١٧٣ - ١٧٥، ومعاني القرآن وإعرابه ١/ ٤٧٨، وتفسير القرآن الكريم ٢/ ١٨٢.
(٨) ينظر: معاني القرآن وإعرابه ١/ ٤٧٨ - ٤٧٩، وتفسير القرآن الكريم ٢/ ١٨٣.
(٩) ينظر: معاني القرآن للفراء ١/ ٢٣٩، وتفسير الطبري ٤/ ١٧٧، والقرطبي ٤/ ٢٣٩.
(١٠) ينظر: تفسير القرآن الكريم ٢/ ١٨٣.
(١١) في ب: وجهه.
(١٢) ينظر: معاني القرآن الكريم ١/ ٤٩٥، والتبيان في تفسير القرآن ٣/ ٢١، وتفسير البغوي ١/ ٣٦٢.
(١٣) تفسير البغوي ١/ ٣٦٢.
(١٤) من ع وب. وينظر: الوجيز ١/ ٢٣٨، والكشاف ١/ ٤٢٧.
(١٥) في ك: غما. وينظر: معاني القرآن للأخفش ١/ ٤٢٤، وتفسير الطبري ٤/ ١٧٩ - ١٨٠، والمحرر الوجيز ١/ ٥٢٦.
(١٦) ينظر: تفسير الطبري ٤/ ١٨١ - ١٨٤، والبغوي ١/ ٣٦٢ - ٣٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>