للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه ابن أبيّ بن سلول (١). وعن عليّ بأخذهم الفداء يوم بدر، ولو قتلوا الأسارى لما بقيت للكفّار شوكة، وقد عاتبهم الله على أخذ الفداء يومئذ حيث قال: {ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى} [الأنفال:٦٧] (٢)، وفيه بعد وغموض.

١٦٦ - {فَبِإِذْنِ اللهِ:} بمشيئته وتقديره (٣). والفاء لكونه (٤) مشبها بجواب الشّرط؛ لأنّ (ما) مناسب (٥) للشّرط.

١٦٧ - {الَّذِينَ نافَقُوا:} خالفوا ظاهر أمرهم، أراد ابن أبيّ بن سلول وأصحابه حين انخزلوا (٦).

وإنّما سمّي المنافق منافقا تشبيها باليربوع (٧)، وذلك أنّ له جحرين يقال لأحدهما القاصعاء والآخر النّافقاء، فإذا طلب من أحدهما خرج من الآخر، وقيل: اليربوع يخرق الأرض حتى إذا كاد يبلغ ظاهر الأرض أرق (٨) التراب، فإذا أرابه (٩) ريب رفع التّراب برأسه فخرج، و (النّفق):

السرب، ونفق الشّيء، إذا دخل في السرب، وتنفّقته إذا استخرجته (١٠).

{أَوِ اِدْفَعُوا:} قاتلوا دفعا عن حريمكم إن لم تقاتلوا (١١) حسبة. وقيل (١٢): كثّروا الجيش بخيلكم إن لم تقاتلوا؛ لأنّ تكثير الجيش يؤثّر في قلوب الأعداء. (٧٨ و)

{لَوْ نَعْلَمُ قِتالاً:} أي: لا يكون اليوم قتال ولو (١٣) علمنا أنّ اليوم قتال لكنّا معكم (١٤).

وإنّما جعلهم يومئذ إلى الكفر أقرب؛ لأنّ المراد ظاهرهم، كانوا قبل ذلك إلى الإيمان أقرب بما يظهرون من موالاة المؤمنين، فصاروا يومئذ إلى الكفر أقرب لإظهارهم العداوة والخذلان، ولو كان باطنهم مرادا لكانوا يومئذ وقبله وبعده سواء في كونهم كفّارا على الحقيقة عند الله (١٥).


(١) ينظر: تفسير الطبري ٤/ ٢١٩ - ٢٢٠، والتبيان في تفسير القرآن ٣/ ٤٠، وتفسير القرطبي ٤/ ٢٦٥.
(٢) ينظر: تفسير الطبري ٤/ ٢٢١ - ٢٢٢، والتبيان في تفسير القرآن ٣/ ٤٠ - ٤١، وتفسير البغوي ١/ ٣٦٩.
(٣) ينظر: تفسير الطبري ٤/ ٢٢٢، والوجيز ١/ ٢٤٢، وزاد المسير ٢/ ٥٣.
(٤) في ب: لكونها.
(٥) في ب: ناسب، والميم ساقطة. وينظر: التبيان في تفسير القرآن ٣/ ٤٢، والمحرر الوجيز ١/ ٥٣٨، وتفسير القرطبي ٤/ ٢٦٥.
(٦) ينظر: تفسير الطبري ٤/ ٢٢٣، والكشاف ١/ ٤٣٧، وزاد المسير ٢/ ٥٣.
(٧) في ع: لليربوع.
(٨) في ع: أراق.
(٩) مكانها في ك وب: أراد به.
(١٠) ينظر: زاد المسير ٢/ ٥٣، ولسان العرب ١٠/ ٣٥٨ - ٣٥٩ (نفق).
(١١) في ع وب: يقاتلوا، وكذا ترد قريبا، وكلاهما تصحيف. وينظر: تفسير القرآن الكريم ٢/ ٢٠٠، وتفسير البغوي ١/ ٣٦٩، ومجمع البيان ٢/ ٤٣٧.
(١٢) ينظر: معاني القرآن للفراء ١/ ٢٤٦، وتفسير الطبري ٤/ ٢٢٤، والكشاف ١/ ٤٣٧.
(١٣) في ك: وإن.
(١٤) ينظر: تفسير الطبري ٤/ ٢٢٣، والوجيز ١/ ٢٤٢، وزاد المسير ٢/ ٥٤.
(١٥) ينظر: التبيان في تفسير القرآن ٣/ ٤٣ - ٤٤، والكشاف ١/ ٤٣٧، ومجمع البيان ٢/ ٤٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>