للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ:} الإثم والضّرر في دينه ودنياه من العزوبة أو الهوى (١).

{وَأَنْ تَصْبِرُوا:} قيل: الصّبر من الكلّ {خَيْرٌ لَكُمْ} (٢)، وقيل (٣): الصّبر عن العنت خير لكم، وقيل (٤): عن نكاح الإماء خير لكم. فإن قيل: كيف ندب إلى ما الصّبر عنه خير؟ قلنا: إنّ فعله خير من وجه، وهو أنّ فيه مندوحة عن الزّنا، والصّبر عنه خير، وهو أن لا يعرّض أولاده للرّقّ (٥).

٢٦ - {يُرِيدُ اللهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ:} اللام بمعنى (أن) عند الفرّاء والكسائيّ، وكذلك في قوله:

{وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ} [البقرة:١٨٥]، {وَأُمِرْنا لِنُسْلِمَ} [الأنعام:٧١]، و {يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ} (٦) [الصّفّ:٨].

(ليبيّن لكم): أي: الأحكام الشّرعيّة (٧).

{وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ:} أي: الأنبياء عليهم السّلام (٨) لقوله تعالى: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصّى بِهِ نُوحاً} [الشّورى:١٣]، و {مِلَّةَ إِبْراهِيمَ} [البقرة:١٣٥]، و {فَبِهُداهُمُ اِقْتَدِهْ} [الأنعام:٩٠]، فمن ذلك تحريم الأمّهات والبنات، وما لم ينسخ من الشّرائع المتقدّمة (٩).

والآية وما (١٠) بعدها في أهل البيت وفي أولياء الله دون الذين لم يرد الله أن يطهّر قلوبهم.

٢٧ - {أَنْ تَمِيلُوا:} الميل: الجور، وهو نقيض الاستقامة (١١).

و {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَواتِ:} الكفّار والشّياطين (١٢).

٢٨ - {أَنْ يُخَفِّفَ:} أراد رفع الإصر (١٣).


(١) ينظر: تفسير الطبري ٥/ ٣٦، وتفسير القرآن الكريم ٢/ ٣٠٢، والتبيان في تفسير القرآن ٣/ ١٧١.
(٢) ينظر: مجمع البيان ٣/ ٦٥.
(٣) ينظر: البحر المحيط ٣/ ٢٣٤.
(٤) ينظر: تفسير الطبري ٥/ ٣٦ - ٣٧، ومعاني القرآن الكريم ٢/ ٦٨، وتفسير القرآن الكريم ٢/ ٣٠٢.
(٥) ينظر: معاني القرآن الكريم ٢/ ٦٨، وتفسير القرآن الكريم ٢/ ٣٠٢ - ٣٠٣، وتفسير القرطبي ٥/ ١٤٧.
(٦) ليس في ب. وينظر: معاني القرآن للفراء ١/ ٢٦١ - ٢٦٣، والتبيان في تفسير القرآن ٣/ ١٧٣ - ١٧٤.
(٧) ينظر: تفسير الطبري ٥/ ٣٨، والبغوي ١/ ٤١٧.
(٨) في الأصل: الإسلام. وينظر: إعراب القرآن ١/ ٤٤٨.
(٩) ينظر: البحر المحيط ٣/ ٢٣٥.
(١٠) النسختان: ما، والواو ساقطة.
(١١) ينظر: التبيان في تفسير القرآن ٣/ ١٧٦، وتفسير القرطبي ٥/ ١٤٩.
(١٢) ينظر: تفسير الطبري ٥/ ٤١، والتبيان في تفسير القرآن ٣/ ١٧٦، وزاد المسير ٢/ ١١٢.
(١٣) ينظر: تفسير مجاهد ١/ ١٥٣، وتفسير القرآن الكريم ٢/ ٣٠٦، وتفسير البغوي ١/ ٤١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>