للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

روي (١) أنّ يهوديّا تاجرا كان (٢) كلّما سمع المنادي (٣) يتشهّد بالرّسالة قال: أحرق الله الكاذب، فجاء خادمه ليلة بنار فتطاير منها شرر فأحرق البيت والرّجل (٤).

{لا يَعْقِلُونَ:} نفي، لسفاهتهم (٥) وحمقهم، أو لمكابرتهم العقل وتركهم استعماله (٦).

٥٩ - {قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنّا:} نزلت في اليهود حيث (٧) عابوا المؤمنين للإيمان بعيسى عليه السّلام (٨). وقيل (٩): نزلت في النّصارى حيث عابوا المؤمنين للإيمان بسليمان عليه السّلام وبنقض شرائع التّوراة وبقولهم: إنّ عيسى عبد، وافتخروا بجحود ذلك.

يقول: ولستم تعيبون (١٠) وتنكرون علينا إلاّ إيماننا بالكلّ، وذلك منقبة وليس بمنقصة، وأنتم تتفضّلون (١١) علينا بأن جحدتم بعض الأنبياء وذلكم (١٢) فسق ونقيصة.

وأراد بالأكثر الكلّ، أو الرّفق في الخطاب، أو إخراج بني سلام وأصحابه من الوصف (١٣).

٦٠ - {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ:} استفهام على سبيل التّهديد والتّوبيخ.

{وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنازِيرَ:} قيل (١٤): شبّان أيلة [مسخوا] (١٥) قردة ومشايخها مسخوا خنازير. وقيل (١٦): هم الذين كفروا من أصحاب مائدة عيسى عليه السّلام. وعن أبي أيّوب الأنصاريّ كانت امرأة مسلمة من بني إسرائيل نابذت ملكهم (١٧) حين نبذ الدّين، وحاربته فنال الملك من عسكرها ثلاث مرّات، فأمست محزونة، ولمّا أصبحت وجدت عسكر الملك قد


(١) في ك: وهو.
(٢) ساقطة من ع.
(٣) في ك وب: النداء.
(٤) ينظر: تفسير الطبري ٦/ ٣٩٣، وتفسير القرآن الكريم ٣/ ١١١، وتفسير البغوي ٢/ ٤٨، وفيها جميعا أنّ الرجل نصراني.
(٥) في ك: استفهام.
(٦) ينظر: الكشاف ١/ ٦٥٠.
(٧) في ك: حين، وبعدها: المسلمين، بدل (المؤمنين).
(٨) ينظر: تفسير الطبري ٦/ ٣٩٤، والتبيان في تفسير القرآن ٣/ ٥٧٠ - ٥٧١، وتفسير البغوي ٢/ ٤٨.
(٩) لم أقف في المصادر التي بين يدي على من يقول بأنّها نزلت في النصارى.
(١٠) في ع: تقينون.
(١١) في الأصل: تفضلون.
(١٢) في ع: وربكم، وفي ب: ودينكم، وفي ك بياض مكان (وذلكم فسق).
(١٣) ينظر: التفسير الكبير ١٢/ ٣٥، والبحر المحيط ٣/ ٥٢٨.
(١٤) ينظر: تفسير البغوي ٢/ ٤٩، والكشاف ١/ ٦٥٣، وزاد المسير ٢/ ٢٩٥.
(١٥) يقتضيها السياق.
(١٦) ينظر: تفسير البغوي ٢/ ٤٩، وزاد المسير ٢/ ٢٩٥، والبحر المحيط ٣/ ٥٢٩.
(١٧) (نابذت ملكهم) ساقطة من ك.

<<  <  ج: ص:  >  >>