للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاقتصار (١) عليها.

{بَلْ أَنْتُمْ:} استفهام، إنّكم صرفتم (٢) بشهوتكم إلى الرّجال دون النّساء على سبيل الإلجاء والاضطرار (٣) بل أنتم مسرفون فيه باختياركم وقدرتكم. وقيل: جواب كلامهم: نحن نريد بذلك حفظ الأموال وخفّة العيال، فقال: {بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ (٤)} مُسْرِفُونَ في هذه الفعلة وفي سائر الخصال (٥).

٨٢ - {أَخْرِجُوهُمْ:} لوطا وابنتيه زعورا وربثا، وقيل: ريّة (٦) وعروبة. وقيل: لوط وابنتاه (٧) والملائكة المرسلون. وقيل: كانوا ثلاثة عشر نفسا مع لوط وابنتيه والرابع عشر امرأته، ولذلك قالوا (١١٩ ظ) لإبراهيم: لا نهلك قرية فيها أربعة عشر مؤمنا.

{يَتَطَهَّرُونَ:} يتجنّبون عن القاذورات، وكان ذلك عيبا عندهم (٨)، كالختان عند الهنود، والاستنجاء عند المشركين، والاتّزار (٩) في الحمّام عند أصحاب (١٠) داود الأصفهانيّ.

٨٣ - {فَأَنْجَيْناهُ وَأَهْلَهُ:} روي أنّ الملائكة لمّا نزلوا داره على هيئة الضّيفان مضت امرأته إلى قومها تخبرهم بهم، بخلا على الطّعام، فتسارعوا إليه، وفزع لوط عليه السّلام، فبشّره جبريل بأنّهم مرسلون لإهلاكهم، فقال مستعجلا: وما يمنعكم إذا؟ قالوا: {أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ} [هود:٨١]، وأخرج جبريل عليه السّلام ريشة من جناحه (١١) فاختطفت أبصارهم، فرجعوا عميا يقولون: جاءنا لوط بسحرة. ولمّا جنّ عليهم اللّيل مشى لوط عليه السّلام إلى رجل منهم كان يذبّ عنه ويحسن جواره فأنذره بالهلاك ودعاه ليخرج معه (١٢) فلم يلتفت إلى قوله وأصرّ على كفره، فخرج لوط وقت الصّبح مع أهله، وخرجت معه امرأته فلمّا سمعت


(١) لعل الصواب: لا الاقتصار.
(٢) في ع: صرفت.
(٣) في ب: والإضرار.
(٤) ليس في ب.
(٥) ينظر: البحر المحيط ٤/ ٣٣٧.
(٦) في ك: ربة، وفي ع وب: زبة. وينظر: معاني القرآن للفراء ١/ ٣٨٥، والتبيان في تفسير القرآن ٤/ ٤٥٨، والبحر المحيط ٤/ ٣٣٧.
(٧) النسخ الثلاث: وابنته، وبعدها: المرسلين، بدل (المرسلون).
(٨) ينظر: البحر المحيط ٤/ ٣٣٧ - ٣٣٨.
(٩) في ب: والإنذار.
(١٠) ساقطة من ك.
(١١) في ع: جناحيه.
(١٢) في ك: منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>