للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٩٣ - {وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدى:} الآية غاية في نفي الخير عن هذه المعبودات من حيث إنّ اتّباع الهوى عند الدّعاء مقدور لعابديها غير مقدور لها فهي أوضع رتبة من عابديها (١).

و (الصّامت): ضدّ النّاطق.

١٩٤ - {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ:} سادتهم المعبودون من جملة الملائكة والأنبياء والطّواغيت، وإنّ المماثلة بالعبوديّة. ويحتمل أنّهم الأصنام (٢).

{عِبادٌ أَمْثالُكُمْ:} أي: كعباد.

{فَادْعُوهُمْ:} التّحدّي (٣) بدعاء مستجاب، وأنّى لهم من جهة معبوديهم، فإنّ استجابة الدّعاء قضاء الحاجة أو الجزاء عليه (٤)، ولا يقدر عليها إلاّ الله.

١٩٥ - {يَبْطِشُونَ:} البطش: الأخذ (٥).

والمراد بهذه الأشياء نفي الأفعال دون الأعضاء، كما تقول لضعيف: ألك بدن يحتمل هذا الثقل؟ أو معدة تحتمل هذا الطّعام (٦).

وهذه الآية غاية في نفي الخير عنهم أيضا من حيث إنّهم أوضع من عابديهم (٧). فإن كانت الآيات في الأصنام المنحوتة والمنصوبة فبعضها على اعتبار كونها جمادا وبعضها على اعتبار اعتقاد المشركين أو على سبيل التّشبيه، وإن كانت بعضها في الأصنام وبعضها في الملائكة والأنبياء والطّواغيت فذلك اعتبار أوهام المخاطبين وعقولهم كأنّ بعضهم لا يعرف إلاّ ما يشاهد وبعضهم متوهّم وراء المشاهدات أزواجا (٨) وأنفسا، فعمّهم بالإنكار بهذه الآيات بعضها في بعض.

١٩٦ - {إِنَّ وَلِيِّيَ اللهُ الَّذِي:} فأمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن يقول هذا القول (٩).

١٩٨ - {وَتَراهُمْ:} خطاب للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم (١٠). والضّمير عائد إلى الأصنام (١١)، وقيل (١٢): إلى المخاطبين.


(١) (غير مقدور لها. . . عابديها) مكررة في ب.
(٢) في ك: الأمثال. وينظر: تفسير البغوي ٢/ ٢٢٢، والبحر المحيط ٤/ ٤٣٩.
(٣) في ك وع: المتحدي، وفي ب: المستحدي.
(٤) في ب: عليها.
(٥) ينظر: مجمع البيان ٤/ ٤١٣، والبحر المحيط ٤/ ٤٣٥.
(٦) ينظر: البحر المحيط ٤/ ٤٤١.
(٧) ينظر: تفسير البغوي ٢/ ٢٢٣، وزاد المسير ٣/ ٢٠٧، والتفسير الكبير ١٥/ ٩٢ - ٩٣.
(٨) في ب: أرواحا.
(٩) ينظر: تفسير الطبري ٩/ ٢٠٢، والتبيان في تفسير القرآن ٥/ ٦٠، ومجمع البيان ٤/ ٤١٣.
(١٠) ينظر: تفسير الطبري ٩/ ٢٠٢، والتبيان في تفسير القرآن ٥/ ٦٢، وتفسير البغوي ٢/ ٢٢٣.
(١١) ينظر: معاني القرآن للفراء ١/ ٤٠١، ومعاني القرآن الكريم ٣/ ١١٨، وتفسير البغوي ٢/ ٢٢٣.
(١٢) ينظر: التبيان في تفسير القرآن ٥/ ٦٢، وتفسير البغوي ٢/ ٢٢٣، وزاد المسير ٣/ ٢٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>