للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وزجرهم (١) عن الإقامة في دار الحرب، ثمّ نسخت بقوله: {وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ} [الأنفال:٧٥] (٢).

ويحتمل أن تكون هذه الآية في الذين ليس لهم ذوو أرحام (٣) من المؤمنين، فلا تكون منسوخة.

٧٣ - وفي قوله: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا،} الآية دليل أنّ الكفر كلّه ملّة واحدة (٤).

{تَفْعَلُوهُ:} يعني النّصر الواجب المأمور به (٥).

٧٤ - وحكم الموالاة وقطعها أبهم الله تعالى حكم المقيمين في دار الحرب بتخصيص المهاجرين وحكم الممتنعين عن النّصرة بتخصيص الأنصار، لترغيبهم (٦) بذلك في الهجرة والنّصرة.

٧٥ - {وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ:} ألحق الله (٧) المهاجرين الآخرين بالمهاجرين (٨) الأوّلين.

فمن المهاجرين الآخرين عبّاس وابنا أخيه عقيل بن عبد المطّلب (٩) ونوفل بن الحارث.

وقد روي عنه صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال لعبّاس: ختم الله بك الهجرة كما ختم بي النّبوّة (١٠)، فقوله:

(لا هجرة بعد الفتح) (١١) على فتح (١٢) بدر على هذه الرّواية. ويحتمل أنّ هجرة بني هاشم ختمت بفتح بدر وهجرة سائر النّاس ختمت بفتح مكّة.

وكما ألحق المهاجرين الآخرين بالأوّلين جعل أولي (١٣) الأرحام أولى بالميراث والموالاة من أصحاب العقود (١٤) والمؤاخاة بعد ارتفاع الهجرة المندوب (١٥) إليها، والله أعلم.


(١) في ب: زجره.
(٢) ينظر: تفسير القرآن ٢/ ٢٦٢، والناسخ والمنسوخ للنحاس ٤٧٤ - ٤٧٥، ونواسخ القرآن ١٧٠ - ١٧١.
(٣) في ك وع: ذو الأرحام، بدل (ذوو أرحام).
(٤) ينظر: التفسير الكبير ١٥/ ٢١١.
(٥) ينظر: معاني القرآن للفراء ١/ ٤١٩، وتفسير الطبري ١٠/ ٧٣، ومعاني القرآن الكريم ٣/ ١٧٤.
(٦) في ك: ترغيبهم، وفي ع: عنهم، وفي ب: الأنصارية عنهم، بدل (الأنصار ترغيبهم).
(٧) ليس في ع.
(٨) ساقطة من ب، وبعدها: (فمن) ساقطة منها أيضا. وينظر: الكشاف ٢/ ٢٤٠.
(٩) كذا في نسخ التحقيق، والصواب أنه عقيل بن أبي طالب.
(١٠) ينظر: مسند أبي يعلى ٥/ ٥٥، والمعجم الكبير ٦/ ١٥٤، ومجمع الزوائد ٩/ ٢٦٨ - ٢٦٩.
(١١) صحيح البخاري ٣/ ١٠٢٥، ومسلم ٣/ ١٤٨٨، وسنن الترمذي ٤/ ١٤٨.
(١٢) في ب: ختم، وهو خطأ.
(١٣) ساقطة من ب.
(١٤) في الأصل وع: القعود، وفي ب: القود.
(١٥) في ع: والمندوب، والواو مقحمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>