للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أصحابه يقتلهم ولكنّ الله تعالى يكفيناهم بالدّبيلة، قيل: يا رسول الله وما الدّبيلة؟ (١٤٥ و) قال: شهاب من جهنّم يرسل على نياط فؤاد أحدهم (١) حتى تزهق نفسه (٢).

وعن المقبريّ (٣) عن أبي هريرة أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم سمّى (٤) لحذيفة المنافقين وقال: إيّاك أن تخبر بأحد منهم حتى آذن لك في ذلك، وتوفّي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قبل أن يأذن له، فمكث بذلك (٥) حذيفة حتى سأله عمر في خلافته فقال: أنشدك الله هل أنا في من سمّى لك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ فقال: لا والله وو الله لا أبرّئ أحدا بعدك (٦). وإنّما سأل عمر لأجل الطّاعنين والمتّهمين إيّاه بالجور والميل، ولم يكن آمنا من التّخلّق ببعض أخلاقهم، وإنّما قال حذيفة: والله لا أبرّئ، لالتزام وصيّة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أن لا يخبر به، أو خوفه لإعجاب من يبرّئه، أو سمّاهم [على] (٧) وجه التّنبيه على النّعت دون التّعيين، وقلّ (٨) ما تجد عاريا عن تلك النّعوت جملة.

{نَسُوا اللهَ:} تركوا ذكره ومراقبته، {فَنَسِيَهُمْ:} خذلهم ولم يذكرهم بالرّحمة والخير (٩).

٦٨ - {وَعَدَ اللهُ:} أوعد الله (١٠).

٦٩ - {كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ:} التّشبيه للوعيد عند الزّجّاج (١١)، ولأفعالهم عند الفرّاء (١٢). ويحتمل اللعن والعذاب المقيم، ويحتمل لكون بعضهم من بعض، ويحتمل النّسيان والفسوق.

والاستمتاع بالخلاق هو الاستمتاع بالرّزق على غير الوجه المباح المأذون في الشّريعة كاستخراج الخمر من العنب ولبس الدّيباج والذّهب وإمساك النّرد والشطرنج للّعب واتّخاذ المعازف واتّخاذ القينات وإخصاء الغلمان ونحوها.


(١) في ب: فؤادهم أخذ، بدل (فؤاد أحدهم).
(٢) ينظر: المعجم الأوسط ٨/ ١٠٢، وتفسير البغوي ٢/ ٣٠٧، ومجمع الزوائد ١/ ١٠٩.
(٣) في ك وع: المقيري، وفي ب: المقتري، وكلاهما تصحيف. وأبو سعيد المقبري اسمه كيسان، كان منزله عند المقابر فقالوا: المقبري، تابعي، ثقة كثير الحديث، ت ١٠٠ هـ‍، ينظر: الطبقات الكبرى ٥/ ٨٥ - ٨٦، وطبقات ابن خياط ٢٤٨، ومعرفة الثقات ٢/ ٤٠٥.
(٤) ساقطة من ك.
(٥) ساقطة من ب، وبعدها: (حذيفة) ساقطة من ك.
(٦) ينظر: البحر المحيط ٥/ ٨٢.
(٧) يقتضيها السياق.
(٨) في ب: وقيل، والياء مقحمة.
(٩) ينظر: معاني القرآن الكريم ٣/ ٢٣١، وتفسير البغوي ٢/ ٣٠٩، والتفسير الكبير ١٦/ ١٢٦.
(١٠) ليس في ك. وينظر: التبيان في تفسير القرآن ٥/ ٢٥٤.
(١١) ينظر: معاني القرآن وإعرابه ٢/ ٤٦٠.
(١٢) ينظر: معاني القرآن ١/ ٤٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>