للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها} [يس:٣٨].

٣ - {رَواسِيَ:} هي الجبال الرّاسية، جعلها الله تعالى للأرض كالأوتاد، فهي من السهلة بمنزلة العصب، والعظم من اللحم؛ ليعتمد الرخو الصلب، فلا تنحلّ، والصعيد والأرض يتناول السهل والجبل.

{زَوْجَيْنِ اِثْنَيْنِ:} الذكر والأنثى.

إن كان المراد بالثمرات ثمرات النفوس، والمتشابهات: المتجانسات. وإن كان ثمرات النبات، ووجه التأكيد: نفي التوحيد، كما في قوله: {لا تَتَّخِذُوا إِلهَيْنِ اِثْنَيْنِ} [النحل:٥١].

ويحتمل: أنّ المراد بالزوجين اثنين: الرطب واليابس، أو الجيد والرديء، أو المستطاب والمستبشع، أو الربعيّ والحرفيّ، أو ما يصلح للناس والدواب.

٤ - {قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ:} عرصات متلاصقات، وفائدتها: الامتنان، أو التنبيه على لطف الصّنعة في المخالفة مع طبائعها، مع قرب المجاورة في حقّ الطوالع والغوارب، والرياح والأمطار.

{صِنْوانٌ:} جمع صنو: مثلها النابت من أصلها. والفائدة في ذكر الصنوان، وغير الصنوان الامتنان بالنوعين، أو التنبيه على أنّ الفرع معدوم وموهوم، أو مظنون.

٥ - {وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ:} عجبوا لبعده عن قياس العقل.

{أَإِنّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ:} أي: إنّا لنبعث في خلقة جديدة.

{أُولئِكَ:} إشارة إلى المتعجبين.

{الْأَغْلالُ:} جمع غلّ، وهو طوق أسر وصغار، والمراد به الذنوب، والذي أعدّ لهم من أغلال النار في دار القرار.

٦ - {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ:} بإكفار قبل الإيمان لمن قدّر له الإيمان، وقبل امتياز الخبيث من الطيب، وليس ذلك من سنة الله (١٧٢ و) تعالى؛ لأنّه (١) {قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلاتُ} والأشباه، والنظائر، {وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاً} [الأحزاب:٦٢]؛ لأنّ الأمم لم يهلكوا إلا بعد امتيازهم من المؤمنين.

عن ابن المسيب (٢) قال: لّما نزلت {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ. . .} الآية، قال عليه السّلام:


(١) ساقطة من ع.
(٢) أبو محمد سعيد بن المسيب بن حزن بن أبي وهب المخزومي القرشي، سيد التابعين، توفي سنة ٩٤ هـ‍. ينظر: المعارف ٤٣٧، وتهذيب الكمال ١١/ ٦٦، والعبر في خبر من غبر ١/ ٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>