للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{يَحْفَظُونَهُ:} على الحالة الرضية. وعن الحسن: معقبات أمراء وولاة. (١) وقيل: كلمات الأمن والعافية. (٢)

{مِنْ أَمْرِ اللهِ:} بأمر الله لا يغيّر (٣) ما اقترن بقوم من الثواب العاجل بالعقاب العاجل حتى يغيّروه بتغيير ما أسلفوه وقدّموه؛ وذلك (٤) لسبق رحمته، ولو شاء لابتدأ الشرّ غير ظالم، ولا استلب الخير غير جائر.

١٢ - {خَوْفاً وَطَمَعاً:} منصوبان على أنّه مفعول لهما، فالخوف خوف المسافرين والنازلين في مجاز السبيل، ومهابط (٥) الصواعق، والطمع طمع أصحاب الزروع، ورائدي (٦) الكلأ.

{وَيُنْشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ:} قيل: السحاب: شيء متركب من غبار البر، وبخار البحر، فيلبد في الجو، ومن طبعه إلا أن (٧) الحرارة المنعكسة. وقيل: الريح بعينها تنكدر، وتتلبّد في البعاد من الجو؛ لبعدها عن حرارة الشمس، وإنّما يكون هذا في النواحي الجنوبيّة، والشمس في البروج الشامية حينئذ، والزمان (١٧٢ ظ) قيظ، ثم إذا جاوزت الشمس نقطة الاعتدال الميزاني الخريفي، وانحدرت إلى البروج الجنوبيّة أثارت بحرارتها ما تكدّرت هناك، وساقته إلى نحو الشمال.

١٣ - {وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ:} وقيل: الرعد (٨): اسم ملك. (٩) وقيل: صوت ملك يزجر السحاب، (١٠) وهي اضطراب الرياح واضطرامها. وقيل: هي زفرات الشياطين في الهواء.


(١) مروي عن ابن عباس وعكرمة، ينظر: وتفسير الطبري ٧/ ٣٥٢، وتفسير ابن أبي حاتم ٧/ ٢٢٣٠، ومعاني القرآن الكريم للنحاس ٣/ ٤٧٨، وتفسير القرطبي ٩/ ٢٩٢ - ٢٩٣.
(٢) لعل هذا القول يشير إلى حديث النبي صلّى الله عليه وسلّم عن عثمان بن عفان رضي الله عنه عند ما دخل على النبي صلّى الله عليه وسلّم فقال يا رسول الله أخبرني عن العبد كم معه من ملك؟ فقال: ملك على يمينك على حسناتك، وهو أمير على الذي على الشمال، فإذا عملت حسنة كتبت عشرا وإذا عملت سيئة قال الذي على الشمال للذي على اليمين: اكتبها؟ قال: لا، لعله يستغفر الله ويتوب، فيستأذنه ثلاث مرات فإذا قال ثلاثا، قال: اكتبها،. . . فيكون الاستغفار هو كلمات الأمن والعافية. ينظر: الزهد لهناد ٢/ ٤٦٢، وتفسير ابن كثير ٢/ ٦٦٢، وتفسير القرطبي ٩/ ٢٩٣، عن أبي أمامة بمعناه.
(٣) ساقطة من ك.
(٤) الأصول المخطوطة: لذلك.
(٥) أ: ومنها.
(٦) ك: الزرع وأيدي.
(٧) (طبعه) ساقطة من ك، (وإلا أن) بدلا منها (الآن).
(٨) أ: اسم الرعد.
(٩) ينظر: التفسير الكبير ٧/ ٢٢، وتفسير القرطبي ٩/ ٢٩٦.
(١٠) ينظر: التفسير الكبير ٧/ ٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>