للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نفسُه في الله وهان على قومه، فأعطوه الولدان وأخذوا يطوفون به شعاب مكة وهو يقول: أحَدٌ أحَد " (١).

ثم اشترى أبو بكر بلالًا فأعتقه (٢).

ويذكر عروة بن الزبير -إمام أهل المغازي- "أعتق أبو بكر -رضي الله عنه- ممن كان يعذَّبُ في الله سبعة: عامر بن فُهيرة، وبلال، ونُذيرة، وأم عُبيس، والنَّهدية، وأختها، وجارية بني عمرو بن مؤمل" (٣).

ومما ذكره عروة بن الزبير عن عذاب المستضعفين: أن أبا بكر مرَّ بالنَّهدية ومولاتها تعذبها، تقول: والله لا أعتقك حتى تعتقك حياتك. فقال أبو بكر فبكم؟ قالت: بكذا وكذا، فقال: قد أخذتها وأعتقتها. ثم قال للنهدية: ردي عليها طحينها.

قالت: دعني أطحنه لها (٤)!!

ويذكر عروة أيضًا: ذهب بصر زنيرة، وكانت ممن تعذب في الله عز وجل على الإسلام، فتأبى إلا الإسلام، فقال المشركون: ما أصاب بصرها إلا


(١) أحمد: المسند ١/ ٤٠٤ بإسناد حسن، وقد صححه الحاكم ووافقه الذهبي (المستدرك ٣/ ٢٨٤) وصححه الذهبي في السيرة النبوية ١٣٧ وفيه عاصم بن أبي النجود صدوق له أوهام (تقريب ٢٨٥) وله شاهد صحيح السند من مرسل مجاهد (مصنف ابن أبي شيبة ١٣/ ٤٧ - ٤٩).
(٢) صحيح البخاري (فتح الباري ٧/ ٩٩) وابن أبي شيبة: المصنف ١٤/ ٣١٢ بإسناد صحيح لكنه من مرسل قيس بن أبي حازم ويقول: "اشترى أبو بكر بلالا بخمس أواقِ وهو مدفون بالحجارة.
قالوا: لو أبيت إلا أوقية لبعنا، فقال: لو أبيتم إلا مائة أوقية لأخذته".
(٣) مصنف ابن أبي شيبة ١٢/ ١٠ بإسناد صحيح إلى عروة لكنه مرسل والطبراني: المعجم الكبير ١/ ٣١٨ - ٣١٩ وانفرد بوصله عن عائشة في المستدرك ٣/ ٢٨٤ وصححه ووافقه الذهبي.
(٤) ابن إسحاق: السير والمغازي ١٩١ من مرسل عروة. والغالب أن أخبار أبي بكر (رض) إنما أخذها عروة عن خالته أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-.

<<  <  ج: ص:  >  >>