للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللات والعزى. فقالت: كذا!؟ والله ما هو كذلك. فرد الله عليها بصرها (١).

وكان أبو بكر -رضي الله عنه- يعتق المستضعفين من الرقيق المسلم فقال له أبوه أبو قحافة: لو أنك أعتقت رجالًا جلدًا يمنعونك؟ فبين له أبو بكر أنه يريد بذلك وجهً الله لا المَنَعة. فنزلت الآية {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى} إلى قوله {وَمَا لأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى إِلا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى وَلَسَوْفَ يَرْضَى (٢)} (٣).

وقد وردت روايات كثيرة في ألوان العذاب التي لقيها عمار بن ياسر وأهله، وهي تكفي لإثبات وقوع الحادث تاريخيًا (٤)، وقد ذكر المفسرون أن الآية {إِلا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ} (٥) نزلت في عمار (٦).


(١) المصدر السابق.
(٢) الليل ٥ - ٢١.
(٣) الحاكم: المستدرك ٢/ ٥٢٥ - ٥٢٦ بإسناد حسن، لأن محمد بن عبد الله بن عتيق مقبول وقد تابعه مصعب بن ثابت عن عامر (تفسير الطبري ٣٠/ ٢٢٨) ومصعب مقبول في المتابعات (تقريب التهذيب ٤٩٠، ٥٣٣).
(٤) أما حديث (أبشروا آل عمار فإن موعدكم الجنة) فأخرجه ابن سعد: الطبقات ٣/ ٢٤٩ بسند صحيح إلى أبي الزبير لكنه مرسل. ووصله الحاكم عن جابر، ولا يصح وصله لضعف شيخ الحاكم ولو صح سنده لبقي الضعف في السند لتدليس أبي الزبير لأنه ليس من طريق الليث عن أبي الزبير (المستدرك ٣/ ٣٨٨ - ٣٨٩).
ورواه الحارث بن أبي أسامة بسند منقطع لأن سالم بن أبي الجعد (ت ٩٧ هـ) لم يسمع من عثمان بن عفان وفي إسناده عبد العزيز بن أبان ضعيف (بغية الباحث في زوائد مسند الحارث حديث رقم ٩٩٤). وقد تابعه عبد الصمد بن عبد الوارث، في مسند أحمد ١/ ٦٢ وأخرجه أبو أحمد الحاكم من طريق عُقَيل عن الزهري عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر عن أبيه (الإصابة ٦/ ٦٣٩) ويتوقف تصحيح الحديث على حال سنده عنده إلى عقيل، ولكنه يعضد بالروايات التي تفيد سبب نزول الآية.
(٥) النحل ١٠٦.
(٦) الطبري: تفسير ١٤/ ١٨٢ بسند حسن من مرسل أبي عبيدة بن محمد بن عامر بن ياسر (ت ٩٧ هـ) ووصله الحاكم عن أبيه ولا يصح (مستدرك ٣/ ٣٨٨) لأن شيخ الحاكم العلاء =

<<  <  ج: ص:  >  >>