للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وممن ناله الأذى في سبيل الله خبّاب بن الأرتّ حتى سأل رسول الله أن يدعو الله ليخفف عن المستضعفين.

قال: "أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهو متوسدٌ بُردة، وهو في ظل الكعبة، وقد لقينا من المشركين شدّة.

فقلت: يا رسول الله ألا تدعو لنا؟

فقعد -وهو محمرُّ وجهه- فقال: لقد كان من قبلكم ليمشط بمشاط الحديد ما دون عظامه من لحمِ أو عَصَب، ما يصرفه ذلك عن دينه، ويوضع المنشار على مفرق رأسه فيشق باثنين، ما يصرفه ذلك عن دينه، وليتمنَّ الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت ما يخاف إلا الله" (١).

وكان خبّاب يعمل حدادًا، فعمل للعاص بن وائل سيفًا، فاجتمع له عنده مال، فذهب يتقاضاه. فقال العاص: لا أقضيك حتى تكفر بمحمد. فردَّ عليه خباب: حتى تموت ثم تبعث. فقال العاص ساخرًا بأنه سيقضيه يوم القيامة من ماله!! فنزلت الآية {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لأُوتَيَنَّ مَالا وَوَلَدًا} (٢) (٣).

مما يدل على ما لحق المستضعفين من ظلم وغصب لأموالهم فضلًا عن أذى أبدانهم. كما يدل على نقض قريش لحلف الفضول الذي عقدته قبل الإسلام بعقدين فقط!!


= ابن هلال فيه لين (تقريب ٤٣٦) وكذلك ووصله الطبراني بإسناد فيه إبراهيم بن عبد العزيز المقوم وقد انفرد ابن حبان بتوثيقه (المعجم الأوسط ٣٠٤ - ٣٠٥) والمحفوظ أنه مرسل وذكر سبب النزول قتادة وأبو مالك النضر بن أنس بن مالك البصري وهو ثقة مات سنة بضع ومائة (تقريب ٥٦١).
(١) صحيح البخاري (فتح الباري ٧/ ١٦٥، ٦/ ٦١٩).
(٢) مريم ٧٧ - ٨٠.
(٣) صحيح البخاري (فتح الباري ٤/ ٤٥٢، ٥/ ٧٧، ٨/ ٤٣٠، ٤٣١).
وصحيح مسلم ٤/ ٢١٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>