للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اضطروا للاعتراف بصحة وصفه لمسجد بيت المقدس (١).

وقد صح أن بعض المسلمين ارتدوا، وأن أبا بكر رضي الله عنه قال للمشركين عندما أخبروه بخبر الإسراء والمعراج: لئن قال ذلك لقد صدق. قالوا: أو تصدقه أنه ذهب الليلة إلى بيت المقدس وجاء قبل أن يصبح؟ فقال: نعم. إني لأصدقه بما هو أبعد من ذلك، أصدقه في خبر السماء في غدوة أو روحة، فلذلك سمي أبو بكر الصديق (٢).

ويمكن القول بأن حادثة الإسراء كانت تطميناً ومواساةً لرسول الله، وفتنة للكافرين الذين زاد عنادهم وكفرهم، ولبعض ضعفاء الإيمان ممن زلزل الحادث إيمانهم، فكفروا ولم يعودوا إلى حظيرة الإيمان حتى قتلوا (٣).

وقد تأول البعض حادث الإسراء والمعراج فزعم أنه رؤيا منامية، ومنهم من زعم أنه بالروح وليس بالجسد، والصواب كما ثبت عن ابن عباس أنه رؤيا عين بالروح والجسد. قال تعالى {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ} (٤).

وهذا هو رأي جمهور العلماء أن الإسراء كان يقظة بروحه وجسده، مرة واحدة (٥). وأن الإسراء والمعراج كانا في ليلة واحدة (٦).


(١) مسند أحمد ١/ ٣٠٩ بإسناد صحيح وقد صححه السيوطي والهيثمي (الدر المنثور ٤/ ١٥٥ ومجمع الزوائد ١/ ٦٤ - ٦٥).
(٢) مستدرك الحاكم ٣/ ٦٢ - ٦٣، ٧٦ - ٧٧ وصححه ووافقه الذهبي وفي إسناده محمد بن كثير الصنعاني صدوق كثير الغلط (التقريب ٥٠٤) وقد توبع (انظر الألباني: السلسلة الصحيحة ١/ ٥٥٢).
(٣) مسند أحمد ١/ ٣٤٩ بإسناد صححه ابن كثير (تفسير ابن كثير ٣/ ١٥) وفي إسناده هلال بن خباب صدوق عند الحافظ ابن حجر (تقريب ٥٧٥).
(٤) صحيح البخاري (فتح الباري ٧/ ٢٠٢ - ٢٠٣) والآية من سورة الإسراء ٦٠. وأنظر تفسير الطبري ١٥/ ١١٠ حول نفي سفيان بن عيينة أن تكون رؤيا بالمنام.
(٥) تفسير الطبري ١٥/ ١٣، ١٤ وزاد المعاد لابن القيم ١/ ٩٩، ٣/ ٣٤، ٤٠.
(٦) فتح الباري ٧/ ١٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>