للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وثمة رواية حسنة تفيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم انطلق إلى الغار من بيته، حيث حاصره المشركون يريدون قتله، فلبس علي رضي الله عنه ثوبه ونام مكانه، واخترق رسول الله صلى الله عليه وسلم حصار المشركين دون أن يروه، بعد أن أوصى عليا بأن يخبر أبا بكر أن يلحق به، فجاء أبو بكر وعلي نائم، وأبو بكر يحسب أنه نبي الله. قال فقال: يا نبي الله.

فقال له علي: إن نبي الله صلى الله عليه وسلم قد انطلق نحو بئر ميمون (١) فأدركه.

قال: فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار.

قال: وجعل علي يُرمي بالحجارة، كما كان يُرمي نبي الله وهو يتضور، قد لفَّ رأسه في الثوب لا يخرجه، حتى أصبح (٢)

ثم كشف رأسه، فقالوا: إنك للئيم!. كان صاحبك نرميه فلا يتضوَّر وأنت تتضوَّر وقد استنكرنا ذلك (٣).


(١) تقع في سبيل الست في طريق منى.
(٢) تشير رواية ضعيفة إلى كسر الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى رضي الله عنه لصنم نحاسي كان في أعلى الكعبة، وذلك في الليلة التي بات فيها علي في فراشه صلى الله عليه وسلم، ومدار الرواية على نعيم بن حكيم وهو صدوق له أوهام، ومثله لا يحتج بما تفرد به، وقد تفرد بهذه الرواية (مصنف ابن أبي شيبة ١٤/ ٤٨٨ - ٤٨٩ ومسند أحمد ١/ ٨٤ والنسائي: الخصائص ١٣٤ - ١٣٥ وتهذيب الآثار ٣/ ٢٣٧ ومستدرك الحاكم ٣/ ٥ وشيخ الحاكم هنا هو أبو بكر محمد بن إسحق القطيعي، ٢/ ٣٦٦ - ٣٦٧ وقال الذهبي: إسناده نظيف والمتن منكر. وتاريخ بغداد ١٣/ ٣٠٢، وموضع أوهام الجمع والتفريق ٢/ ٤٣٢. والبوصيري: اتحاف المهرة الخيرة ٩٣ أ.
(٣) مسند أحمد ٥/ ٢٦ - ٢٧ (ط: أحمد محمد شاكر) من حديث ابن عباس بإسناد حسن فيه أبو بلج صدوق. وقد صحح الشيخ أحمد محمد شاكر سنده، وقال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح غير أبي بَلْج الفزاري وهو ثقة وفيه لين (مجمع الزوائد ٩/ ١١٩ - ١٢٠) وقال ابن حجر: "أبو بلج صدوق ربما أخطأ" (تقريب ٦٢٥).
وقد انفرد بهذا الحديث وقد قال ابن حبان: "أرى أن لا يحتج بما انفرد به من الرواية (المجروحين ٣/ ١١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>