للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: ثم أخرجت قداحي فاستقسمتُ بها، فخرج السهم الذي أكره: لا يضره.

قال: فأبيت إلا أن أتبعه.

قال: فركبت في أثره، فبينا فرسي يشتد بي عثر بي فسقطت عنه.

قال فقلت: ما هذا!!

قال: ثم أخرجت قداحي فاستقسمت بها، فخرج السهم الذي أكره: لا يضره.

قال: فأبيت إلا أن أتبعه، فركبت في أثره، فلما بدا لي القوم ورأيتهم عثر بي فرسي فذهبت يداه في الأرض، وسقطت عنه ثم انتزع يديه من الأرض وتبعهما دخان كالإعصار.

قال: فعرفتُ حين رأيت أنه قد منع مني، وأنه ظاهر.

قال: فناديت القوم، فقلت: أنا سراقة بن جعشم، أنظروني أكلمكم فوالله لا أريبكم ولا يأتيكم مني شيء تكرهونه.

قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: قل له وما تبتغي منا؟ فقال لي ذلك أبو بكر.

قال قلت: تكتب لي كتابًا يكون آية بيني وبينك.

قال: اكتب له يا أبا بكر.

فكتب لي كتابًا في عظم أو في رقعة أو في خزفة، ثم ألقاه إلي، فأخذته فجعلته في كنانتي، ثم رجعت فسكت، فلم أذكر شيئًا مما كان". ثم حكى خبر لقائه برسول الله صلى الله عليه وسلم بعد فتح مكة وإسلامه (١).


(١) سيرة ابن هشام ٢/ ١٠٢ - ١٠٤ بإسناد صحيح لغيره، لأن ابن إسحاق توبع في صحيح البخاري، تابعه عُقيل (صحيح البخاري كما في فتح الباري ٧/ ٢٣٠ - ٢٤٨، وبين الحافظ ابن حجر وصل حديث الزهري في ٧/ ٢٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>