للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيه معجزة حسيَّة للرسول صلى الله عليه وسلم. شاهدها أبو معبد فأسلم (١).

ولندع رواية سراقة بن مالك تكمل الخبر التاريخي ففيها تفاصيل تكشف عن المعجزة النبوية.

قال سراقة: "لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة مهاجراً إلى المدينة جعلت قريش فيه مائة ناقة لمن رده عليهم. قال: فبينا أنا جالس في نادي قومي إذ أقبل رجل منا حتى وقف علينا فقال: والله لقد رأيت ركبة ثلاثة مروا علي آنفاً إني لأراهم محمداً وأصحابه.

قال: فأومأت إليه بعيني أن أسكت. ثم قلت: إنما هم بنو فلان يبتغون ضالة لهم، قال: لعلَّهُ، ثم سكت.

قال: ثم مكثت قليلاً ثم قمت فدخلت بيتي، ثم أمرت بفرسي فقيِّد لي إلى بطن الوادي، وأمرت بسلاحي، فأخرج لي من دبر حجرتي، ثم أخذت قداحي التي أستقسم بها (٢). ثم انطلقت فلبست لأمتى، ثم أخرجتُ قِداحي فاستقسمت بها، فخرج السهم الذي أكره: لا يضره.

قال: وقد كنت أرجو أن أرده على قريش فآخذ المائة الناقلة.

قال: فركبت على أثره، فبينا فرسي يشتدُّ بي عثر بي فسطت عنه.

قال فقلت: ما هذا!!


(١) رواه البزار بإسناد حسن وقال معقباً: لا نعلم روى قيس عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا هذا، ولا نعلمه بهذا اللفظ إلا عنه وهو يخالف سائر الأحاديث في قصة أم معبد (كشف الأستار ٢/ ٣٠١) وقال الهيثمي: رواه البزار ورجاله رجال الصحيح (٦/ ٥٨) وقال الحافظ ابن حجر: "أخرجها الطبراني من حديث قيس بن النعمان بسند صحيح وسياق أتم. (الإصابة ٥/ ٥٠٦).
(٢) القِداح والازناد والسهام والأقلام والأزلام معناها واحد، وهي أعواد تسوَّي للاستقسام الذي هو من القسم أي النصيب وهي متشابهة في أقدار الأجسام، وإنما تختلف بالعلامات والوسام، وبواسطتها يستشير المشرك الآلهة (محمود سليم الحوت: في طريق المثيولوجيا عند العرب ص ١٤٢ - ١٤٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>