للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بهما قُباء على بني عمرو بن عوف لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول، يوم الاثنين حين اشتدَّ الضحاء، وكادت الشمس تعتدل (١).

وكان المسلمون في المدينة قد سمعوا بخروجه من مكة، فكانوا يغدون كل غداة إلى ظاهر المدينة ينتظرونه، حتى إذا اشتد الحرُّ عليهم عادوا إلى بيوتهم، حتى إذا كان اليوم الذي قدم فيه انتظروه حتى لم يبق ظل يستظلون به فعادوا، وقدم الرسول وقد دخلوا بيوتهم، فبصر به يهودي فناداهم، فخرجوا فاستقبلوه، وكانت فرحتهم به غامرة فقد حملوا أسلحتهم وتقدموا نحو ظاهر الحرة فاستقبلوه.

وقد نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في قُباء في بني عمرو بن عوف أربع عشرة ليلة وأسس مسجد قباء (٢).

ولما عزم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يدخل المدينة أرسل إلى زعماء بني النجار فجاءوا متقلدين سيوفهم (٣).

وقد سجلت رواية أن عدد الذين استقبلوه خمسمائة من الأنصار (٤). فأحاطوا بالرسول وبأبي بكر وهما راكبان، ومضي الموكب داخل المدينة، "وقيل في المدينة: جاء نبي الله جاء نبي الله صلى الله عليه وسلم" (٥). وقد صعد الرجال والنساء فوق


(١) الحاكم: المستدرك ٣/ ٨ بإسناد حسن وقد صرح ابن إسحاق بالتحديث، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. وصححه ابن حجر وأشار إلى طريقين آخرين له (فتح الباري ٧/ ٢٣٨).
وانظر سيرة ابن هشام ١/ ٤٩١ - ٤٩٢ بدون إسناد.
وفي صحيح مسلم ٤/ ٢٣١١ أن قدومهما المدينة ليلاً، ويجمع بينهما أن الوصول ليلاً والدخول نهاراً (الفتح ٧/ ٢٤٤).
(٢) صحيح البخاري (فتح الباري ٧/ ٢٣٩، ٢٦٥)، وسيرة ابن هشام ١/ ٤٩٢ بسند حسن وهو صحيح لغيره.
(٣) صحيح البخاري (فتح الباري ٧/ ٢٦٥).
(٤) أخرجه البخاري في التاريخ الصغير كما في فتح الباري ٧/ ٢٥١ ولم أجده في المطبوع وإسناده صحيح.
(٥) صحيح البخاري (فتح الباري ٧/ ٢٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>