للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البيوت، وتفرَّق الغلمان في الطرق ينادون: يا محمد يا رسول الله، يا محمد يا رسول الله (١).

قال الصحابي البراء بن عازب - وهو شاهد عيان: "ما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء فرحهم برسول الله صلى الله عليه وسلم (٢).

أما تلك الروايات التي تفيد استقباله بنشيد (طلع البدر علينا من ثنيات الوداع) فلم ترد بها رواية صحيحة (٣).

وأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير حتى نزل جانب دار أبي أيوب الأنصاري فتساءل: أي بيوت أهلنا أقرب؟ فقال أبو أيوب: أنا يا نبي الله، هذه داري وهذا بابي. فنزل في داره (٤).

وقد ورد في كتب السيرة أن زعماء الأنصار تطلعوا إلى استضافة الرسول صلى الله عليه وسلم فكلما مر بأحدهم دعاه للنزول عنده فكان يقول لهم: دعوا الناقة فإنها مأمورة فبركت على باب أبي أيوب (٥). وكان داره طابقين، قال أبو أيوب الأنصاري:


(١) صحيح مسلم ٤/ ٢٣١١.
(٢) صحيح البخاري (فتح الباري ٧/ ٢٦٠).
(٣) ابن حجر: فتح الباري ٧/ ٢٦١، ٢٦٢. وابن القيم: زاد المعاد ٣/ ٥٥١.
والزرقاني: شرح المواهب اللدنية ١/ ٣٦٠،٣٥٩.
(٤) صحيح البخاري (فتح الباري ٧/ ٢٥٠، ٢٦٥).
(٥) سيرة ابن هشام ١/ ٤٩٤ بدون إسناد، ومغازي موسى بن عقبة ١/ ١٨٣ بدون إسناد وأخرجها ابن عائذ وسعيد بن منصور كلاهما من طريق عطاف بن خالد - وهو صدوق يهم - عن صديق (ابن حجر: فتح الباري ٧/ ٢٤٦ والتقريب ٣٩٣).
وعطاف يرويها عن صديق بن موسى عن عبد الله بن الزبير (البداية والنهاية ٣/ ٢٠٠).
وأشار ابن حجر إلى تخريج الحاكم لها من طريق إسحاق بن أبي طلحة عن أنس (فتح الباري ٧/ ٢٤٥) ولم أجده في طبعة المستدرك (وإسحق ثقة كما في التقريب) وإسناد الحاكم في البداية والنهاية ٣/ ١٩٧ وهو سند ضعيف فيه إبراهيم بن صرمة شيخ يعتبر بحديثه ومحمد بن سليمان لا يعرف حاله.
وأخرجها ابن سعد بسند فيه الواقدي (الطبقات ١/ ٢٣٦ - ٢٣٧) وبسند معضل (١/ ٢٣٧).
وأخرجها البيهقي كما في البداية والنهاية ٣/ ٢٠٠ من طريق سعيد بن منصور نفسه وفيه عطاف ابن خالد، ويعتضد حديث عبد الله بن الزبير بحديث أنس فيرقي إلى الحسن لغيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>