للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"أسماء جماعة عرفوا من أهل القبلة نسبوا إلى أهل الصفة وهو تصحيف من بعض النقلة" (١).

ومن المتأخرين ألف تقي الدين السُّبكي (ت ٧٥٦ هـ) كتاباً عنهم سماه: (التحفة في الكلام على أهل الصفة) (٢)، وألف شمس الدين السخاوي رسالة بعنوان "رجحان الكفة في أخبار أهل الصفة" (٣). كما عقد السمهودي مقالاً عن أهل الصفة جمع فيه الروايات المشتتة في كتب الحديث والتاريخ والجغرافية ومعاجم اللغة.

* * *

رحم الله القوامين الصوامين المجاهدين الزاهدين أهل الصفة وصدق الله العظيم (يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا).

فأنيّ هذا النموذج مما حدثه الفقراء المدقعون في المجتمعات الجاهلية من تكوين العصابات التي تتولى أعمال السرقة والقتل وأنواع العدوان الذي يفقد المجتمعات الاستقرار والإحساس بالأمن ... ألا إنه الفرق بين تربية محمد صلى الله عليه وسلم والتربية الجاهلية ... والفرق بين نظام الله والنظم البشرية.

والآن أعرض لصورة من الارتباط القوي الذي أوجده الإسلام عملياً في المدينة المنورة حيث تظهر صورة المجتمع الإسلامي بأزهى وأكمل حالاتها ومنها نتبين لماذا لا يحدث الصراع الطبقي في المجتمع الإسلامي ولماذا يقف الأغنياء والفقراء في صف واحد لدعم رسالة الإسلام، إنها الأخوة بين المؤمنين والتكافل بينهم كما يظهران في تشريع دستور دولة المدينة المنورة.


(١) المصدر السابق ١/ ٣٤٧.
(٢) ريكندورف دائرة المعارف الإسلامية ص ١٠٦.
(٣) تقع في ٣٢ ورقة، ٢١ سطراً، ١٨ ×١٦سم وهى مجلدة بمكتبة الجمعية الآسيوية بكلكتا بالهند، ١٣٢١ - ف٣١٤١، ومنها صورة في مكتبة كلية الآداب بجامة الملك عبد العزيز بجدة.

<<  <  ج: ص:  >  >>