للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معظم كتب السيرة خبر الإنذار دون أسانيد (١). ورغم أن موقف المنافقين لم تسجله إلا روايات ضعيفة لا تصلح للاحتجاج بها لكن يكفي لثبوته ما ورد في سورة الحشر التي ثبت بطرق صحيحة أنها نزلت في بني النضير (٢).

حصار بني النضير ومعاهدة إجلائهم:

وقد صح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حاصرهم بالكتائب وقال لهم: "إنكم لا تأمنون عندي إلا بعهد تعاهدوني عليه، فأبوا أن يعطوه عهداً، فقاتلهم يومهم ذلك هو والمسلمون، ثم غدا الغد على بني قريظة بالخيل والكتائب - وترك بني النضير - ودعاهم إلى أن يعاهدوه، فعاهدوه فانصرف عنهم. وغدا إلى بني النضير بالكتائب فقاتلهم حتى نزلوا على الجلاء، وعلى أن لهم ما أقلت الإبل إلا الحلقة (٣)، فجاءت بنو النضير واحتملوا ما أقلت الإبل من أمتعتهم، وأبواب بيوتهم، فكانوا يخربون بيوتهم، فيهدمونها فيحملون ما وافقهم من خشبها" (٤).

وقد ثبت بنص القرآن (٥) والحديث (٦) أن النبي صلى الله عليه وسلم حرق وقطع بعض نخل بني النضير خلال الحصار.


(١) تاريخ الطبري ٣/ ٣٣٤ - ٣٣٥ وابن سيد الناس: عيون الأثر ٣/ ٤٨.
وابن كثير: البداية والنهاية ٣/ ٤٥ وغيرها.
(٢) ابن سيد الناس: عيون الأثر ٢/ ٤٩ وابن كثير: التفسير ٤/ ٣٣٠ والسيوطي: لباب النقول في أسباب النزول ٢١٤.
(٣) الحلقة: السلاح.
(٤) عبد الرزاق: المصنف ٥/ ٣٥٨ - ٣٦١ وأبو داود: السنن ٣/ ٤٠٤ - ٤٠٧ والبيهقي: دلائل النبوة ٣/ ٤٤٦ - ٤٤٨ وانظر فتح الباري ٧/ ٣٣١.
(٥) سورة الحشر من الآية ٥ قوله تعالى: {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ ...}.
(٦) صحيح البخاري ٣/ ١١، ١٤٣ وسنن أبي داود ٣/ ٣٦ وسنن الترمذي مع شرحه تحفة الأحوذي ٥/ ١٥٧ - ١٥٨ وسنن ابن ماجة ٣/ ٩٤٨ - ٩٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>