للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ليلة (١) أم خمسة عشر يوماً (٢) أم بضع عشرة ليلة (٣)، وأقوى الأدلة تبين أنه كان خمساً وعشرين ليلة وتميل معظم كتب المغازي إلى ذكر هذه المدة تبعاً لرواية ابن إسحق (٤).

نجاح الحصار ومصير بني قريظة:

ولما اشتد الحصار وعظم البلاء على بني قريظة، أرادوا الاستسلام والنزول على أن يحكم الرسول صلى الله عليه وسلم فيهم، وقد استشاروا أبا لبابة بن عبد المنذر من الصحابة - وكان حليفاً لهم - فأشار إلى أن ذلك يعني ذبحهم.

وقد ندم على مشورته هذه وربط نفسه إلى إحدى سواري المسجد النبوي حتى قبلت توبته (٥).

أما بنو قريظة فقبلوا النزول على حكم سعد بن معاذ، ورأوا أنه سيرأف بهم بسبب الحلف بينهم وبين قومه الأوس.

فجيء بسعد محمولا لأنه كان قد أصابه سهم في ذراعه يوم الخندق فقضى فيهم أن تقتل المقاتلة وأن تسبى النساء والذرية، وأن تقسم أموالهم، فأقره رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: قضيت بحكم الله (٦) وبذلك تبرأ سعد بن معاذ من حلف بني قريظة ولم يقع في نفوس الأوس شيء رغم تحالفهم مع بني قريظة وقرب عهدهم بالإسلام، فسيدهم سعد هو الذي حكم فيهم، وكان عدد مقاتلتهم


(١) الفتح الرباني لترتيب مسند الأمام أحمد ٢١/ ٨١ - ٨٣ ورواته كلهم ممن يحتج بهم.
وتاريخ الرسل والملوك ٢/ ٥٨٣ ومجمع الزوائد للهيثمي ٦/ ١٣٦ - ١٣٨.
(٢) ابن سعد ٣/ ٧٤ بدون إسناد.
(٣) ابن كثير: البداية والنهاية ٤/ ١١٨ - ١١٩ وفتح الباري ٧/ ٤١٣ عن موسى بن عقبة عن الزهري مرسلاً.
(٤) وتاريخ الرسل والملوك ٢/ ٥٨٣ وابن حزم: جوامع السيرة ١٩٣، وابن عبد البر: الدرر ١٨٩ وابن سيد الناس: عيون الأثر ٢/ ٦٩.
(٥) الفتح الرباني لترتيب مسند أحمد ٢١/ ٨١ - ٨٣ بإسناد حسن.
(٦) البخاري: الصحيح ٢/ ١٢٠، ٣/ ٢٤ - ٢٥ ومسلم: الصحيح ٥/ ١٦٠ - ١٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>