للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذين نفذوا فيهم الحكم أربعمائة (١)، ونجا ثلاثة من بني قريظة بدخولهم في الإسلام (٢) فأحرزوا أنفسهم وأموالهم وربما نجا ثلاثة آخرون منهم بحصولهم على الأمان من بعض الصحابة أو لما أظهروه من وفاء بالعهد خلال الحصار، فقد وردت أخبار كثيرة في ذلك لكنها لا تبلغ درجة الاحتجاج بها، وقد حبس أسراهم في دار بنت الحارث (٣)، ثم نفذ القتل في سوق المدينة حيث حفرت أخاديد وقتلوا فيها بشكل مجموعات (٤)، ولم يقتل من نسائهم إلا امرأة واحدة (٥) كانت قتلت صحابياً هو خلاد بن سويد برحى ألقتها عليه.

أما الغلمان غير البالغين فقط أطلق سراحهم (٦) - وبعد إنفاذ حكم القتل في مقاتلة بني قريظة شرع في تقسيم أموالهم وذراريهم بين المسلمين (٧) وقد فصلت كتب المغازي كيفية تقسيم الأموال والذراري لكن ما ذكرته لا يرقى إلى درجة الاحتجاج به.

وقد اصطفى الرسول صلى الله عليه وسلم ريحانة بنت عمرو بن خناقة من بين السبي لنفسه وهو قول ابن إسحق وابن سعد وغيرهم كثير وقال الواقدي ومن تابعه إنه تزوجها والأول أرجح.


(١) أحمد: المسند ٣/ ٣٥٠ بإسناد حسن، وذكر ابن حجر الفتح ٧/ ٤١٤ الاختلاف في عددهم ما بين أربعمائة إلى تسعمائة، وجمع بين الأقوال بأن الزيادة لأتباع بني قريظة من مواليهم وغيره.
(٢) البخاري: الصحيح ٣/ ١١ ومسلم: الصحيح ٥/ ١٥٩ والثلاثة هم ثعلبة بن سعية وأسيد ابن سعية وأسيد بن عبيد.
(٣) وهذه رواية ابن إسحق (ابن هشام: السيرة ٣/ ٧٢١) أما عروة فذكر أنها "دار أسامة بن زيد" والجمع بينهما أن الأسرى وضعوا في الدارين لكثرتهم.
(٤) أحمد: المسند ٣/ ٣٥٠ والترمذي: سنن ٤/ ١٤٤/١٤٥.
(٥) ابن هشام: السيرة ٣/ ٧٢٢.
وأحمد: المسند ٦/ ٢٧٧
وأبو داود: السنن ٢/ ٢٥٠. وإسناده حسن لذاته.
(٦) ابن هشام: السيرة ٣/ ٧٢٤
وابن سعد: الطبقات الكبرى ٢/ ٧٦ - ٧٧.
(٧) البخاري: الصحيح ٣/ ١١. ومسلم: الصحيح ٥/ ١٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>