للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقد ذكر أن المهاجرين كانوا يزيدون على الستين وأن الأنصار كانوا يزيدون على أربعين ومائتين (١). وقد ذكرت المصادر أسماء ٣٤٠ صحابياً ممن شهد بدراً، وهذا بسبب الاختلاف بينها في شهود بعضهم الغزوة (٢).

وقد أذن رسول الله صلى الله عليه وسلم لحذيفة بن اليمان ولأبيه بعدم شهود بدر لأنهما كانا قد وعدا كفار قريش بعدم القتال معه فطلب منهما الوفاء بعهدهما (٣).

وقد التحق بهم أحد شجعان المشركين في الطريق ليقاتل مع قومه فرده الرسول صلى الله عليه وسلم وقال: ارجع فلن أستعين بمشرك وكرر الرجل المحاولة فرفض الرسول حتى أسلم الرجل والتحق مع المسلمين (٤). فلا بد أن تظهر الصبغة العقائدية على أولى الملاحم الإسلامية، ولا بد من وحدة الهدف فيها.

وكان مع المسلمين سبعون بعيرا يتعاقبون على ركوبها (٥) وكان الرسول صلى الله عليه وسلم وأبو لبابة وعلي بن أبي طالب يتعاقبون على بعير واحد، فأرادا أن يؤثراه بالركوب فقال: "ما أنتما بأقوى مني، ولا أنا بأغني عن الأجر منكما" (٦) ويالروعة هذا الموقف عندما يستوي القائد والجند في تحمل الشدائد وقد تملكم الصدق والإخلاص في التطلع إلى رضوان الله وثوابه! وكيف لا يحتمل الجند المشاق وقائدهم يسابقهم في ذلك, ولا يرضى أن يكون دونهم في مواجهتها، وهو شيخ في الخامسة والخمسين من عمره!!.


(١) فتح الباري ٧/ ٢٩٠ - ٢٩٢، ٣٢٤ - ٣٢٦.
(٢) ابن كثير: البداية والنهاية ٣/ ٣١٤. وانظر: مرويات غزوة بدر للعليمي ٣٦٥ - ٤١٩.
(٣) صحيح مسلم بشرح النووي ١٢/ ١٤٤ (ط. دار الفكر ببيروت).
(٤) شرح النووي على مسلم ١٢/ ١٩٨.
(٥) البداية والنهاية ٣/ ٢٦٠، من طريق ابن إسحق دون إسناد. وابن حزم: جوامع السيرة ١٠٨.
(٦) أحمد: المسند ١/ ٤١١ بسند قال الحاكم إنه صحيح على شرط مسلم (المستدرك ٣/ ٢٠) وقال الهيثمي "رواه أحمد والبزار وفيه عاصم بن بهدلة وحديثه حسن، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح (مجمع الزوائد ٦/ ٦٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>