للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والحجف (١) نستظل تحتها من المطر، وبات رسول الله صلى الله عليه يدعو ربه ويقول: (اللهم إنك إن تهلك هذه الفئة لا تعبد) فلما طلع الفجر نادى: (الصلاة عباد الله)، فجاء الناس من تحت الشجر والحجف، فصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وحرَّض على القتال" (٢).

وقد وردت رواية ضعيفة تشير إلى أن تعبئة الجيش من حيث تهيئتهم للحرب وترتيبهم في مواضعهم تمت خلال الليل (٣).وقد أثبتت آية قرآنية نزول المطر ببدر وهي {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ} (٤).

ويبدو أن الرسول صلى الله عليه وسلم أراد أن يريح جيشه فقام بحراستهم بنفسه تلك الليلة.

وفي صبيحة يوم السابع عشر من رمضان نظم الرسول صلى الله عليه وسلم جيشه في صفوف كصفوف القتال (٥). وهو أسلوب جديد في القتال يخالف ما جرت عليه عادة العرب من القتال بأسلوب الكر والفر وهو الأسلوب الذي قاتل وفقه المشركون ببدر، ولا شك أن نظام الصفوف يقلل من خسائر المسلمين ويعوض عن قلة عددهم أمام المشركين، وفيه مزية السيطرة على القوة بكاملها وتأمين العمق للجيش حيث تبقى دائماً بيد القائد قوة احتياطية في الخلف يعالج بها المواقف التي ليست بالحسبان (٦).


(١) الحجف: التروس من جلود ليس فيها خشب ولا عقب (الفتح الرباني ٢١/ ٣١).
(٢) أحمد في المسند بإسناد صحيح (الفتح الرباني ٢١/ ٣٠، ٣٦).
(٣) تحفة الأحوذي ٥/ ٣٢٤ - ٣٢٥ وفي إسناد الترمذي محمد بن حميد الرازي ضعيف وسلمة بن الفضل الأبرش صدوق كثير الخطأ كما في التقريب لابن حجر. فلا تنهض الرواية لمعارضة رواية الإمام أحمد.
(٤) سورة الأنفال: آية ١١.
(٥) أحمد في المسند بإسناد صحيح (٥/ ٤٢٠). والهيثمي: مجمع الزوائد ٦/ ٧٥ من رواية الإمام أحمد بإسناد صحيح. ويذكر ابن عساكر أن المحفوظ أن وقعة بدر كانت يوم الجمعة (السيرة ٥٣، ٥٤) أما الرواية التي تذكر أنها يوم الاثنين فهي ضعيفة من طريق ابن لهيعة (المعجم الكبير للطبراني ١٢/ ٢٣٧).
(٦) محمود شيت خطاب: الرسول القائد ٧٨ - ٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>