للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بَنَانٍ} (١). هذا إذا أرجعنا الضمير في "اضربوا" إلى الملائكة لكن الطبري أرجعه للمؤمنين، وإن الله تعالى يعلمهم كيفية الضرب (٢).

وأما الأحاديث:

فقد قال ابن عباس: "بينما رجل من المسلمين يومئذ يشتد في أثر رجل من المشركين أمامه إذ سمع ضربة بالسوط فوقه وصوت الفارس يقول: أقدم حيزوم (٣). فنظر إلى المشرك أمامه فخر مستلقيا فنظر إليه فإذا هو قد خطم (٤) أنفه وشق وجهه كضربة السوط، فاخضر ذلك أجمع، فجاء الأنصاري فحدث بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: صدقت ذلك مدد من السماء الثالثة" (٥).

وقد أسر رجل من الأنصار العباس بن عبد المطلب، فقال العباس: "يا رسول الله إن هذا والله ما أسرني، لقد أسرني رجل أجلح (٦) من أحسن الناس وجهاً على فرس أبلق ما أراه في القوم". فقال الأنصاري: أنا أسرته يا رسول الله، فقال: أسكت، فقد أيدك الله تعالى بملك كريم" (٧).

وفي مغازي الأموي بإسناد حسن: "خفق النبي صلى الله عليه وسلم خفقة في العريش ثم انتبه فقال: أبشر يا أبا بكر أتاك نصر الله، هذا جبريل متعجر بعمامة آخذ بعنان فرسه يقوده على ثنايا النقع أتاك نصر الله وعدته" (٨).


(١) سورة الأنفال: آية ١٢.
(٢) تفسير الطبري ١٣/ ٤٣٠، تحقيق أحمد شاكر.
(٣) اسم فرس الملك.
(٤) الخطم: الأثر على الأنف.
(٥) شرح النووي على مسلم ١٢/ ٨٥ - ٨٦.
(٦) الأجلح: الذي انحسر شعره عن جانبي رأسه (النهاية ١/ ٢٨٤).
(٧) أحمد: المسند ٢/ ١٩٤ وقال أحمد شاكر: "إسناده صحيح". وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير حارثة بن مضرب وهو ثقة (مجمع الزوائد ٦/ ٧٥ - ٧٦).
(٨) ابن كثير: البداية والنهاية ٣/ ٢٨٤ والألباني في تعليقه على فقه السيرة للغزالي ٢٤٣. وحكم عليه بالحسن. وقارن برواية البخاري في الصحيح (فتح الباري ٧/ ٣١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>