للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأذخر" (١).ولما استشهد مصعب بن عمير أخذ علي بن أبي طالب اللواء (٢). وقد أشارت الآية الكريمة {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ} (٣) إلى قتل المسلمين للمشركين بإذن الله في هذه المرحلة من القتال.

فلما رأى الرماة هزيمة المشركين قالوا لعبد الله بن جبير: "الغنيمة الغنمية ظهر أصحابكم فما تنتظرون. فقال عبد الله بن جبير: أنسيتم ما قال لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: والله لنأتين الناس فلنصيبن من الغنيمة" (٤). ثم انطلقوا يجمعون الغنائم.

وتبين رواية مرسلة للسدي ما حدث بعد نزول الرماة، فقد رأى خالد بن الوليد - وكان على خيالة المشركين - الفرصة سانحة ليقوم بالالتفاف حول المسلمين، ولما رأى المشركون ذلك عادوا إلى القتال من جديد (٥). وأحاطوا بالمسلمين من جهتين، وفقد المسلمون مواقعهم الأولى، وأخذوا يقاتلون دون تخطيط، بل لم يعودوا يميزون بعضهم، فقد قتلوا اليمان - والد حذيفة بن اليمان - وهو شيخ كبير وابنه يصيح فيهم: أبي. فأجهزوا عليه فقال حذيفة: يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين (٦)!!

ولم ينفع بأس المسلمين وحرارة قتالهم ما دام لا تحكمه خطة منظمة، فأخذوا يتساقطون شهداء في الميدان وقد فقد المسلمون اتصالهم بالرسول صلى الله عليه وسلم وشاع أنه قد قتل (٧).


(١) من وراية البخاري (فتح الباري ٧/ ٣٧٥) والإذخر: نبات معروف زكي الريح وإذا جف أبيض (المصباح / ١/ ٢٤٥).
(٢) تاريخ خليفة ٦٧ من مرسل سعيد بن المسيب ومراسيله قوية.
(٣) سورة آل عمران: آية ١٥٢، والحس: القتل.
(٤) من رواية البخاري (فتح الباري ٦/ ١٦٢).
(٥) البداية والنهاية ٤/ ٢٣.
(٦) الحاكم: المستدرك ٣/ ٢٠٢ وقال حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه وأقره الذهبي ومسند أحمد ٤/ ٢٦٠٩ ط. شاكر.
(٧) فتح الباري ٧/ ٣٦١ من رواية البخاري.

<<  <  ج: ص:  >  >>