للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لابنة عبد الله بن عمرو والد جابر: لم تبكين؟! فما زالت الملائكة تظلله بأجنحتها حتى رفع (١).

وقد سمع رسول الله لأهل المدينة نحيبا وبكاء على قتلاهم، فقال: لكن حمزة لا بواكي له. فبكته نسوة الأنصار، فقال لهن رسول الله صلى الله عليه وسلم خيراً ونهاهن عن النياحة أشد ما يكون النهي (٢). وبذلك حرمت النياحة على الميت إلى الأبد ولم يؤذن إلا بدمع العيون.

وقد نزل في شهداء أحد قوله تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} (٣)، وقال الجمهور: إن الشهداء أحياء حياة محققة وإن أرواحهم في أجواف طير خضر، وإنهم يرزقون في الجنة ويأكلون ويتنعمون (٤). وكذلك نزلت آيات القرآن الكريم تمسح جراحات المسلمين، وتزيل عنهم آثار أحد: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} (٥).

{إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} (٦).

{أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} (٧).

وكان المسلمون يواجهون في المدينة اليهود الشامتين والمنافقين االمرجفين ويواجهون في أطراف المدينة الأعراب المشركين الذين كانوا يتطلعون بشراهة إلى


(١) صحيح مسلم ٣/ ٣٨٥.
(٢) مسند أحمد ٧/ ٩٨ وقال ابن كثير: على شرط مسلم وقال أحمد شاكر: إسناده صحيح ومستدرك الحاكم ١/ ٣٨١ وقال: صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي وطبقات ابن سعد ٣/ ١٦.
(٣) أحمد: المسند ٤/ ١٢٣ وأبو داؤد: السنن ٣/ ١٥ والحاكم: المستدرك ٣/ ٨٨ وقال: صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي والآية من سورة آل عمران ١٦٩.
(٤) الشوكاني: فتح القدير ١/ ٣٩٩.
(٥) سورة آل عمران، آية ١٣٩.
(٦) و (٧) سورة آل عمران: الآيتان ١٤٠ و ١٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>