للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جويرية" (١) ولفظ مسلم "كتبت إلى نافع أسأله عن الدعاء قبل القتال، فكتب إنما كان ذلك في أول الإسلام، وقد أغار رسول الله صلى الله عليه وسلم على بني المصطلق وهم غارون ... " (٢) ورواية مسلم صريحة في أن الغارة وقعت دون إنذار (٣) لبني المصطلق لأنهم ممن بلغتهم دعوة الإسلام، وقد كانوا يعتبرون في حرب مع المسلمين منذ اشتراكهم مع قريش في غزوة أحد، كما كانوا يجمعون الجموع لحرب المسلمين، فبوغتوا واضطربوا ولم يتمكنوا من المقاومة طويلاً، بل إن رواية الصحيحين لا تشير إلى المقاومة، ولكن ابن إسحق ذكر وقوع قتال على ماء المريسيع ثم انهزم بنو المصطلق وقتل بعضهم وأخذ المسلمون أبناءهم ونساءهم وأموالهم، فتمت قسمة ذلك بينهم (٤).

ولم تصح رواية في عدد القتلى ومقدار السبي والأموال سوى ما ذكره ابن إسحق من عتق "مائة أهل بيت من بني المصطلق" (٥)، ولكن الواقدي يذكر أنه قتل عشرة من بني المصطلق وأسر سائرهم "فما أفلت منهم إنسان" (٦) ويذكر أيضاً أن الغنائم كانت ألفي بعير، وخمسة آلاف شاة، وأن السبي كان مائتي أهل بيت (٧). وروى أن السبي أكثر من سبعمائة (٨).


(١) صحيح البخاري ٣/ ١٢٩ واللفظ له.
(٢) صحيح مسلم ٥/ ١٣٩.
(٣) خالف الواقدي فذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر عمر بن الخطاب أن ينادي بني المصطلق يدعوهم إلى الإسلام، ولا عبرة بقول الواقدي إذا انفرد (مغازي الواقدي ١/ ٤٠٤ - ٤٠٧).
(٤) سيرة ابن هشام: ٢/ ٢٩٠ - ٢٩٣ - من مراسيل ثلاثة من شيوخه الثقات ولم يميز كلام بعضهم عن بعض لتقوي بالتعدد بل جمع كلامهم وألف بينه.
(٥) سيرة ابن هشام: ٢/ ٢٩٤ و ٦٤٥ وسيرة ابن إسحق ١/ ٢٤٥ بإسناد رجاله ثقات.
(٦) لعله يريد من حضر الوقعة، وإلا فإن الحارث بن ضرار قائدهم لم يؤسر.
(٧) الواقدي: المغازي ١/ ١٤٠ وابن سعد: الطبقات ٢/ ٦٤ وقوله "مائتي أهل بيت" أي كل واحدة منهم أهل بيت، ومعها أهل بيتها، فلا تعارض بين قوله والرواية التي تقول أنهم أكثر من سبعمائة.
(٨) الزرقاني: شرح المواهب اللدنية ٣/ ٢٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>