للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن المدينة أن يدخل معه حصنه، فأعلنت قريظة نقض العهد، وشاع الخبر بين المسلمين، فخافوا على نسائهم وأطفالهم من بني قريظة (١).

وقد وصف القرآن الكريم البلاء الذي أصاب المسلمين في الآية {إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (١٠) هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا} (٢).

فالأحزاب جاءوا فوقهم وبنو قريظة من أسفل منهم والمنافقون ظنوا بالله الظنونا. فأصاب المسلمين زلزال شديد وبلاء عظيم، ولكن الإيمان العميق والتربية الدقيقة جعلت المسلمين يصمدون أمام سائر هذه الأخطار.

وقد نظمت الدوريات لحراسة المدينة فكان سلمة بن أسلم الأوسي يقود مائتي رجل وزيد بن حارثة يقود ثلثمائة رجل يحرسون المدينة ويظهرون التكبير لإشعار بني قريظة بيقظتهم ووجودهم خوفاً منها على النساء والأطفال في الحصون (٣).

وقد فوجئت قريش برؤية الخندق، واحتاروا في كيفية اقتحامه، إذا كلما هموا بذلك أمطرهم المسلمون بالسهام، واشتد الحصار وطال أربعا وعشرين ليلة (٤). لم يكن بينهم حرب إلا الرمي بالنبال، وقال قتادة إن الحصار دام شهراً (٥)، وقال موسى بن عقبة دام عشرين ليلة (٦).


(١) ابن كثير: البداية والنهاية ٤/ ١٠٣ من رواية محمد بن إسحق وموسى بن عقبة دون أسانيد والقدر الثابت هو غدر بني قريظة.
(٢) سورة الأحزاب: آية ١٠ - ١١.
(٣) ابن سعد: الطبقات الكبرى ٢/ ٦٧ دون إسناد.
(٤) ابن سعد: الطبقات الكبرى ٢/ ٧٣ بإسناد رجاله ثقات، من مراسيل سعيد بن المسيب، ومراسيله قوية. وهو أقوى ما ورد حول مدة الحصار. وبه قال ابن إسحق (السيرة النبوية لابن هشام ٣/ ٢٢٤ بضعاً وعشرين ليلة دون تحديد البضع).
(٥) الطبري: تفسير ٢١/ ١٢٨ بإسناد حسن لكنه من مراسيل قتادة، وبه أخذ ابن القيم (زاد المعاد ٢/ ١٣١).
(٦) ابن حجر: فتح الباري ٧/ ٣٩٣ بدون إسناد.

<<  <  ج: ص:  >  >>