للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (١١) بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا} (١).

وقد ذكر مجاهد: أن المراد بالآية أعراب المدينة جهينة ومزينة (٢).

ونظرا لتوقع الشر من قريش فإن المسلمين أخذوا معهم سلاحهم فكانوا مستعدين للقتال (٣). خلافا لما ذكر الواقدي من كونهم لم يحملوا السلاح (٤).

وبلغ عدد المسلمين في الحديبية ألفاً وأربعمائة رجل، ذكر ذلك شهود العيان من الصحابة وهم جابر بن عبد الله والبراء بن عازب ومعقل بن يسار وسلمة بن الأكوع (٥) والمسيب بن حزن (٦). وقال جابر في رواية أنهم ألف وخمسماثة (٧). وقال الصحابي عبد الله بن أبي أوفى أنهم ألف وثلثمائة (٨). واتفاق خمسة من شهود العيان على أنهم ألف وأربعمائة أولى من سواه من الأقوال فهو أصح الصحيح، وإن كان الجمع ليس بمتعذر والاختلاف ليس بكبير.


(١) سورة الفتح: آيتي (١١ - ١٢).
(٢) تفسير الطبري ٢٦/ ٧٧، بإسناد حسن إلى مجاهد وهو مرسل.
(٣) صحيح البخاري (فتح الباري حديث رقم ٤١٧٩).
(٤) مغازي الواقدي ٢/ ٥٧٣.
(٥) صحيح البخاري (فتح الباري رقم الحديث ٤١٥٤،٤١٥١ وصحيح مسلم، كتاب الإمارة ٧٤، ٧٦ كتاب الجهاد والسير، ١٣٢.
(٦) تاريخ يحيى بن معين ١/ ٣٢١، والبيهقي: دلائل النبوة ٢/ ق ٢١٤، وفيه عنعنة قتادة ولا تضره لأن أصله في الصحيح.
(٧) صحيح البخاري؟ فتح الباري رقم الحديث ٣٥٧٦، ١٤٥٣) وصحيح مسلم: كتاب الإمارة ٧٣.
(٨) صحيح مسلم: كتاب الإمارة، ٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>