للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العاص حتى أبلغهم رسالة النبي صلى الله عليه وسلم. وقد سمحت له قريش بالطواف فأبى أن يسبق الرسول صلى الله عليه وسلم بالطواف، وقد أخَّرته قريش فحسب المسلمون أنها قتلته (١). فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه للبيعة تحت شجرة سمرة فبايعوه جميعاً سوى الجد ابن قيس- وكان منافقاً (٢) - وكانت البيعة على الموت (٣). وفي روايات أخرى أنهم بايعوه على ألا يفروا وليس على الموت (٤). أو أنهم بايعوه على الصبر ولا تعارض في ذلك لأن المراد بالمبايعة على الموت ألا يفروا (٥). وأول من بادر إلى البيعة أبو سنان عبد الله بن وهب الأسدي (٦). ثم تتابع الأصحاب وقد أثنى الرسول صلى الله عليه وسلم على موقف الصحابة ومبادرتهم إلى البيعة، فقال: "أنتم خير أهل الأرض" (٧). وقال: "لا يدخل النار إن شاء الله من أصحاب الشجرة أحد الذين بايعوا تحتها" (٨). ولما كان عثمان محبوساً في قريش فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم بيده اليمنى: "هذه يد عثمان، فضرب بها على يده، فقال: هذه لعثمان" (٩). فعد في المبايعين تحت الشجرة، ولكن عثمان رجع إلى المسلمين بعد بيعة الرضوان مباشرة.

وأرسلت قريش عدداً من الرسل للتفاوض، أولهم عروة بن مسعود الثقفي، وقد لاحظ تعظيم المسلمين للرسول صلى الله عليه وسلم وحبهم له وتفانيهم في طاعته،


(١) مسند أحمد ٤/ ٣٢٤، بإسناد حسن وقد تقدم.
(٢) صحيح مسلم: كتاب الإمارة، ص ٦٩، من حديث جابر بن عبد الله وهو شاهد عيان.
(٣) صحيح البخاري (فتح الباري حديث رقم ٤١٦٩) وصحيح مسلم. كتاب الإمارة ٨١.
(٤) صحيح مسلم: كتاب الإمارة ٧٦، ٦٧، ٦٨، وصحيح البخاري (الفتح رقم الحديث٢٩٥٨).
(٥) فتح الباري ٦/ ١١٨.
(٦) الإصالة ١١/ ١٧١.
(٧) صحيح البخاري (الفتح الحديث ٤١٥٤).
(٨) صحيح مسلم: كتاب فضائل الصحابة ٤/ ١٩٤٢، حديث رقم ٢٤٩٦.
(٩) صحيح البخاري (الفتح، حديث رقم ٣٦٩٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>