للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النساء عندما رأي امرأة مقتولة فقال:"ما كانت هذه تقاتل" (١). وكذلك نهي عن قتل الذراري لما بلغه أن بعض المسلمين يقتلونهم، فلما ذكروا: إنما هم أولاد المشركين؟ قال: "أو هل خياركم إلا أولاد المشركين؟ والذي نفس محمد بيده ما من نسمة تولد إلا على الفطرة حتى يُعرب عنها لسانها" (٢).

ولم يعنَّف الرسول صلى الله عليه وسلم أحدا ممن فرَّ عنه، بل لما قالت له أم سليم الأنصارية أن يقتل الطلقاء لفرارهم قال: "إن الله قد كفى وأحسن" وكانت أم سليم تحمل خنجراً تدافع به عن نفسها (٣) في المعركة.

وقد بلغ قتلى هوازن خلال المعركة اثنين وسبعين قتيلاً من بني مالك من ثقيف وحدهم حسب رواية ابن إسحق (٤)، وقتيلين من الأحلاف من ثقيف لأنهم سارعوا إلى مغادرة ميدان المعركة (٥). وخلال الهزيمة ثلثمائة قتيل من بني مالك فقط قتلهم المسلمون بقيادة الزبير بن العوام في أوطاس (٦) كما قتل عدد آخر في أوطاس (٧) وقد قتل أبو طلحة وحده عشرين رجلاً منهم وأخذ أسلابهم (٨)، كما


(١) أبو داؤد: سنن ٢/ ٤٩ - ٥٠.
(٢) مسند أحمد ٣/ ٤٣٥ من طريقين عن الحسن عن الأسود بن سريع وهو مشترك في الغزوة. ولكن الحسن لم يسمع منه، وفي الطريق الأولى عنعنة قتادة وهو مدلس. لكنه ورد من الطريق الأخرى بسند فيه قتادة تبقى علة الانقطاع بين الحسن والأسود.
(٣) صحيح مسلم ٣/ ١٤٤٢
(٤) ابن هشام: السيرة ٢/ ٤٥٠ بدون إسناد ومن طريقه أخرجه الطبري من طريق معضل لأن يعقوب بن عتبة من صغار التابعين (تاريخ الرسل والملوك ٣/ ٧٨).
(٥) ابن هشام: السيرة ٢/ ٤٥٠.
(٦) كشف الأستار ٢/ ٣٤٦ وفي سنده على بن عاصم وثقه قوم وضعفه آخرون وحسن الحافظ ابن حجر هذا الحديث (فتح الباري ٨/ ٤٢). وقد بينت رواية البخاري أن دريد ابن الصمة قتل باوطاس وأن الزبير هو الذي قتله (صحيح ٥/ ١٢٨).
(٧) سيرة ابن هشام ٢/ ٤٥٧ بدون إسناد.
(٨) أبو داود: السنن ٢/ ٦٥ وقال هذا حديث حسن، والحاكم: المستدرك ٢/ ١٣٠ وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه وسكت عنه الذهبي.

<<  <  ج: ص:  >  >>