للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أنس بن مالك: "إن كان الرجل ليسلم ما يريد إلا الدنيا فما يسلم حتى يكون الإسلام أحب إليه من الدنيا وما عليها" (١).

وقد عبر بعض المؤلفة قلوبهم عن أثر ذلك فقال صفوان بن أمية "لقد أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أعطاني وإنه لأبغض الناس إلي، فما ربح يعطيني حتى إنه لأحب الناس إلي" (٢).

لقد كان صفوان بن أمية من المؤلفة قلوبهم، وكان يحب أن يناله من أعطيات الرسول صلى الله عليه وسلم فكلما أعطاه سأله المزيد، فبين له النبي صلى الله عليه وسلم نظرة الإسلام إلى المال ووعظه، فإذا به يرغب حتى عن أخذ عطائه السنوي من بيت المال (٣)! مما يوضح ما حدث من تحول عظيم في نفوس المؤلفة قلوبهم التي تشبعت بمعاني الإسلام على مر الأيام.

وقد تأثر بعض المسلمين في بداية الأمر لعدم شمولهم بالأعطيات فكان لابد من بيان الحكمة لهم في ذلك. فقال الرسول صلى الله عليه وسلم موضحا: "والله إني لأعطي الرجل وأدع الرجل، والذي أدع أحب إليَّ من الذي أعطي، ولكن أعطي أقواماً لما أرى في قلوبهم من الجزع والهلع، وأكل أقواما إلى ما جعل الله في قلوبهم من الغنى والخير" (٤).

وقال: "إني لأعطي رجالاً حدثاء عهد بكفر أتألفهم" (٥).

وقال: "إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلي منه مخافة أن يكبه الله في النار" (٦).


(١) صحيح مسلم ٤/ ١٨٠٦.
(٢) صحيح مسلم ٤/ ١٨٠٦.
(٣) ابن حجر: فتح الباري ٣/ ٣٣٦ وانظر الحديث في صحيح البخاري ٢/ ١٠٤، ٤/ ٥، ٧٣، ٨/ ٧٩ ومسلم: الصحيح ٢/ ٧١٧.
(٤) البخاري: صحيح ٢/ ١٠، ٤/ ٧٤، ٩/ ١٢٥ - ١٢٦.
(٥) فتح الباري ٨/ ٥٣ من رواية البخاري.
(٦) صحيح البخاري ١/ ١١، ٢/ ١٠٥ - ١٠٦ وصحيح مسلم ١/ ١٣٢ - ١٣٣، ٢/ ٧٣٢ - ٧٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>