للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يفعلون ذلك للات وغيرها من الأصنام والأحجار!! فأبى عليهم قائلا: "لا خير في دين ليس فيه ركوع" (١). واشترطوا إعفاءهم من الزكاة والجهاد، وقد وافقهم، وسمعه جابر بن عبد الله يقول "سيتصدقون ويجاهدون إذا أسلموا" (٢). وسألوه أن يسمح لهم بترك الوضوء بحجة أن بلادهم باردة، وأن ينتبذوا في الدباء (القرع)، وأن يعيد لهم أبا بكرة الثقفي فأبى عليهم ذلك كله (٣).

وكان عثمان بن أبي العاص أحرصهم على تعلم القرآن والتفقه في الدين فأمره الرسول على الطائف، وكان أصغرهم سناً (٤).

وبعد إسلام وفد ثقيف سألوا الرسول صلى الله عليه وسلم أسئلة كثيرة تتعلق بأمور دينهم، حتى سألوا الصحابة عن كيفية تقسيم القرآن إلى أحزاب فقالوا: "كيف تحزبون القرآن؟ قالوا: نحزبه ثلاث سور، وخمس سور، وسبع سور، وإحدى عشرة سورة، وثلاث عشرة سورة، وحزب المفصل من قاف حتى يختم" (٥). وهو نفس ترتيب القرآن المعروف الآن، ويبدوا أن الوفد تأثر بمقابلاته مع الرسول صلى الله عليه وسلم وباختلاطه مع الصحابة وما جرى من حوار بينهم وبين المسلمين حتى أنهم صاموا ما بقي عليهم من شهر رمضان (٦).


(١) ابن إسحق (سيرة ابن هشام ٤/ ٥٣٨ - ٥٤٠) بإسناد معضل (فقه السيرة للغزالي تعليق الألباني ص ٤٥٠).
(٢) سنن أبي داؤد ٢/ ١٤٦ وإسناده حسن لذاته.
(٣) مسند أحمد ٤/ ١٦٨ وقال الهيثمي: رجاله ثقات (مجمع الزوائد ٤/ ٢٤٥).
(٤) مسند أحمد ٤/ ٢١٨ وسنن ابن ماجة ١/ ٣١٦ وانظر صحيح مسلم ١/ ٣٤٢ حيث أشار إلى إمارته.
(٥) مسند أحمد ٤/ ٩، ٣٤٣ وأبو داؤد: السنن ١/ ٣٢١ - ٣٢٢ وابن ماجة: السنن ١/ ٤٢٧ - ٤٢٨ والحديث مداره على عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي عن عثمان بن عبد الله، ويحتاج للمتابعة ليصير حسنا لأن الطائفي صدوق يخطئ ويهم عثمان مقبول عند ابن حجر ومحله الصدق عند الذهبي (التقريب لابن حجر ٢/ ١١ وميزان الاعتدال ٣/ ٤٣).
(٦) ابن هشام: السيرة ٢/ ٥٤٠ - ٥٤١ وفي إسناده عيسى بن عبد الله بن مالك قال عنه ابن حجر مقبول (تقريب ٢/ ٩٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>