للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويرى الذهبي بأنه حسن الحديث. وقد أخرج له مسلم في الشواهد لا في الأصول، وذكره البخاري في الشواهد (١). في حين أن ناقداً قديماً هو أبو داود السجستاني كان يصرح بأنه ليس بحجة وأنه كان يأخذ كلام ابن اسحق فيوصله بالأحاديث (٢). وإبراهيم بن سعد الزهري (ت ١٨٥ هـ) - ومن طريقه يروي أحمد بن محمد بن أيوب صاحب المغازي- وهي الرواية التي اقتبس بواسطتها الحاكم النيسابوري في المستدرك (٣). - وهارون بن أبي عيسى - حيث اعتمد ابن سعد على روايته - وعبد الله بن إدريس الأودي- ومن طريقه أخذ ابن سعد أيضاً. ويحيى بن سعد الأموي الذي تحصل على المغازي عن ابن اسحق سماعاً وزاد فيها (٤). وتوجد بعض الاختلافات بين هذه الروايات للسيرة، مما يدل على أن ابن إسحق كان ينقح في سيرته مع الأيام.

ويبدو أن رواية يونس بن بكير من أقدم هذه الروايات، وأن البكائي حمل نسخة كان ابن إسحق قد نقحها، ومن ذلك أن عبد الله بن مسعود ذكره ابن إسحق - في رواية البكائي - في مهاجرة الحبشة الهجرة الثانية (٥). وفي رواية يونس ابن بكير عده في المهاجرين الأولين (٦).

كذلك فقد ورد في رواية البكائي أن جعفر بن أبي طالب هو الذي كلم النجاشي باسم المسلمين.

أما في رواية يونس بن بكير فإن عثمان بن عفان هو الذي كلم النجاشي، وأن جعفر بن أبي طالب قام بعمل المترجم فقط، ولكن ابن إسحق عقب على هذه الرواية بنفي صحتها (٧).


(١) ابن حجر: تهذيب التهذيب ١١/ ٤٣٤ - ٤٣٥.
(٢) الذهبي: ميزان الاعتدال ٤/ ٤٧٨.
(٣) الحاكم: المستدرك ٣/ ١٢٨.
(٤) الخطيب: تأريخ بغداد ١٤/ ١٣٣.
(٥) سيرة ابن هشام ١/ ٣٥٨.
(٦) ابن إسحق: السير والمغازي، تحقيق سهيل زكار، ١٧٦، ٢٢٨.
(٧) المصدر السابق ٢١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>